1- ماء الرداع وواديه: الرداع: قال ياقوت الحموي في معجم البلدان - ج3 صفحة 39. (الرداع بالكسر، والردع: اللطخ، يقال: به ردع من زعفران أو دم، والردع العنق، ورداع جمع ذلك، مثل ربع ورباع). وهو اسم ماء وصفه صاحب كتاب بلاد العرب؛ صفحة 306: (وعلى يسار الجرباء في العرمة ماء يقال له الرداع لبني الأعرج من بني سعد). هذا هو الرداع وقد حدد موقعه صاحب كتاب بلاد العرب بأنه يقع يسار الجرباء وهي مصانع في هدّامه شرق الجنادرية فأين ياترى وادي الرداع الذي نبحث عنه ؟. قال ياقوت الحموي ناقلاً عن أبي عبيد في معجم البلدان - جزء 3 صفحة 39 -: (قال أبو عبيد: الرداع يدفع في ذات الرئال) فما دام الرداع يدفع، فهو وادٍ إضافة إلى كونه ماء فنحن إذن بحاجة إلى وادٍ عليه ماءٌ، وهذا الوادي يدفع في ذات الرئال التي هي روضة أو صحراءُ يقطعها وادي الرداع وقبل أن ننهي موضوعنا فلابد من الاشارة إلى نص آخر يحدد رداعنا وذلك لنصل إلى مابعده وهي ذات الرئال، فيقول صاحب كتاب بلاد العرب في هذا الشأن – صفحة 307 -: (فإذا فصلت من العرمة من حيال الجرباء صرت إلى واد يقال له مجمع الأودية اهله سعد ثم تصير إلى روضة ذات الرئال...) فنحن الآن اضافة إلى ماسبق بحاجة إلى معرفة أين يقع وادي مجمع الأودية هذا. وادي مجمع الأودية : اختار الاستاذ عبدالله بن محمد الشايع في كتابه الطريق التجاري من حجر اليمامة إلى البصرة – صفحة 121 – أن وادي الغيلانة هو وادي مجمع الأودية وقد استند في ذلك إلى أن هذا الوادي يجتمع فيه العديد من الأودية والتي منها: *وادي الثمامة بعد استكمال روافده * وادي المساجدي بعد أن تدفع فيه فروعها، والتي منها وادي اللبجة وأقول (ووادي السعيرة) ونظراً لأن هذا الوادي يحقق المواصفات التي ذكرها الأقدمون ويتماشى مع اتجاه سير الطريق فإنه فعلاً وادي مجمع الاودية وانا أتفق مع الأستاذ عبد الله بن محمد الشايع في اختياره أن وادي الغيلانة هو وادي مجمع الأودية. الجدير بالذكر أن اجتماع الأودية يقع في نقطة تسمى لدى الأهالي (المقرن). وبعد أن قمنا بتحديد وادي مجمع الأودية وقرنته، فأين –إذن- ماء الرداع وواديه؟ إن أقرب ماءٍ يقع على يسار من هو شمال الجزيرة العربية (مؤلف كتاب بلاد العرب) خلافاً لمن جعل اليسار بالنسبة للنقطة المقابلة وهذا اجتهاد لايعهد. فأقرب ماءٍ بالنسبة لهدامة التي تقع فيها مصانع (ماءة الجرباء) هو ماء آبار لبجة الواقعة على وادي اللبجة الذي يصب في وادي المساجدي قبل أن يلتقي مع وادي الغيلانة عند ما اخترت أنها ذات الرئال - سيأتي لاحقاً - وذلك يطابق نقل ياقوت عن أبي عبيد بأن الرداع وادٍ يدفع - أي يقطع - في ذات الرئال فأين ذات الرئال التي وصلنا إليها، وسننطلق منها باتجاه حفر بني سعد. 2- ذات الرئال: قبل الدخول في التفاصيل يجب ان نبدأ بين يدي ذات الرئال بمقدمة تبين أن ذات الرئال ليست روضة خريم - كما اختار الأستاذ عبد الله بن محمد الشايع - وذلك لأن الغيلانة التي وصفها صاحب كتاب بلاد العرب بأنها إلى يمين الطريق ومن المعلوم أن روضة خريم يميناً عن الغيلانة أيضاً التي هي أيمن الطريق حتى لو سلمنا –جدلا- بأن المزيرع هو حفر بني سعد كيف وهو ليس بذلك. يقول صاحب كتاب بلاد العرب - صفحة 308 -: (ثم تجوز ذات الرئال حتى تنتهي إلى الحفر) وفي معنى يجوز يقول صاحب كتاب مختار الصحاح - صفحة 117 -: (جاز الموضع سلكه وسار عليه يجوز “جوازاً” وأجاز بمعنى خلفه وقطعه) فهو هاهنا لم يجز روضة خريم لأنها بعيدة عنه إلى اليمين مما وصف أنه يمين الطريق. فأين ذات الرئال إذن ؟ إن الذي ينطبق عليه ما أسلفنا هو الرياض والمنطقة الواقعة من وادي مجمع الأودية (وادي الغيلانة) والى الشمال من ذلك مرورا بروضة أم الحجول وروضة آل شامر حتى الوصول إلى حفر بني سعد والتي ليست هي المزيرع فالمزيرع الآن ليست في طريق المتجه للبصرة وعليكم الباقي.