دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري أمس الرئيس المصري حسني مبارك إلى التنحي جانباً عن السلطة وإفساح المجال أمام نظام سياسي جديد. وكتب كيري في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية معلقاً على المظاهرات المتواصلة في مصر المطالبة بإسقاط نظام مبارك إنه على الأخير "القبول بأن استقرار بلاده يتوقف على استعداده للتنحي جانباً بكرامة وإفساح المجال أمام نظام سياسي جديد". وأضاف أن الخطوة الأهم التي يمكن لمبارك القيام بها هي أن يتوجه للشعب معلناً لهم أنه لن يترشح لا هو ولا ابنه لانتخابات الرئاسة المقررة في سبتمبر المقبل. وقال إن الطريقة الأفضل لتفادي تحول الاضطراب الحاصل إلى غضب عام هو أن "يخرج مبارك نفسه وعائلته خارج المعادلة". وأضاف أن على الرئيس المصري أن يضمن إجراء انتخابات نزيهة ومنفتحة على كافة المرشحين الشرعيين من دون تدخل من الجيش أو جهاز الأمن وتحت إشراف دولي. من جهة ثانية، اكد ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، وهي منظمة غير حكومية، صعوبة الموقف الذي تمر بها الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي فيما يتعلق بالوضع المتأزم في مصر نظرا للاحتجاجات الحاشدة في الكثير من مدن مصر وعلى رأسها العاصمة القاهرة. وقال هاس في تصريح لقناة الجزيرة أمس إن الرسالة الواضحة التي وجهها الشعب المصري لرئيسه حسني مبارك تعني أن الوقت قد حان لإحداث تغييرات سياسية. وعبر هاس عن "حزنه" لأنه اضطر لقول هذه الكلمات نظرا للخدمات الجليلة التي قدمها مبارك على مدى ثلاثين عاما لأمريكا والتي كان أهمها مساندته للحرب الأمريكية على العراق والمساهمة في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين:" ولكن الوقت قد حان ليقدم مبارك مساهمة أخيرة لبلاده وليتنحى عن السلطة". غير أن هاس شدد في الوقت نفسه على أنه يتحدث عن نفسه وليس بصفة رسمية وأن "الأمر متروك للشعب المصري ليقرر مصيره بنفسه مستمرا في هذه الإيجابية التي دفعته لإقامة حواجز على الطرق والحفاظ على الأمن". ورأى هاس أنه ليس من شأن بلاده أن تختار بديلا عن مبارك "بل هذا شأن خاص بالشعب المصري نفسه". وردا عن سؤال من الجزيرة عما إذا كان هاس يشاطر رئيس مجلس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، جون كيري، فيما ذهب إليه من أن أيام مبارك في السلطة باتت معدودة قال هاس إن رأي كيري يعكس وجهة نظر واسعة في أمريكا بأن مبارك سيقدم خدمة طيبة لشعبه من خلال التنحي عن الحكم بعد أن تسارعت وتيرة التطورات ما أصبح ينبئ بأن الوقت قد حان لإحداث تغيير. ورأى هاس أن الإدارة الأمريكية في موقف صعب: "فمن المهم من ناحية ألا نتسرع في التخلي عن أصدقائنا الاستراتيجيين، فمبارك صديق لأمريكا على مدى ثلاثة عقود، ولكن على أمريكا أن تأخذ بعين الاعتبار ما يقوله الشعب ومن ناحية أخرى فعليها أن توفق بين مصالحها وألا تتخلى بسهولة عن أصدقائها". وردا على سؤال بشأن المساعدات الأمريكية لمصر ما بعد مبارك قال هاس:" آمل أن يكون الأمر كذلك لكن ذلك سيعتمد على طبيعة الحكومة المصرية الجديدة، فمصر وأمريكا حلفاء وشركاء.. لفترة طويلة، وطالما أن الحكومة المقبلة مستعدة للتعاون ضد الإرهاب فإن المساعدات ستستمر".