توطين الوظائف، وتحقيق السعودة، لم تعد فقط شعارات وطنية مرفوعة، لكنها تحولت لخطط عملية، وبرامج تأخذ فرصتها الكاملة في التطبيق. والدولة حين حرصت على هذه الخطط والبرامج، عملت على أن تكون دواوين القطاع العام رأس الرمح في الالتزام بتلك المنهجية، كما أدركت الفرص المميزة كما ونوعا التي يزخر بها القطاع الخاص، فعملت على تشجيع المؤسسات والشركات على الالتزام به، من خلال برامج عملية ومتنوعة، لم تبخل بدعم مادي أو خدمي، ولم توفر عونا فنيا أو تسهيلات، لتتحول الشعارات لواقع.. يرفد التنمية، ويجعل أداة النماء هم أبناء الوطن، مثلما ظلوا دائما هدفا لكل الخطط التنموية في المملكة. وانطلاقا من هذا المفهوم، ظلت شركة (الإلكترونيات المتقدمة) ومنذ نشأتها عام 1988م تضع السعودة وتوطين الوظائف على رأس أولوياتها، وذلك بهدف تحقيق برنامج التوازن الاقتصادي، ونقل التقنية وتوطينها، من خلال توظيف الشباب السعودي للعمل على هذه التقنية، وبهدف الإسهام في تطويق مشكلة البطالة ومحاصرتها. ولعل ما يثلج الصدر، ما أفرزته تجربة الشركة من ثمار، فقد أثبتت الكوادر الوطنية قدرتها وكفاءتها في قيادة العمل بنجاح في مجال التقنية، وأكدت سواعد شبابنا أنها تحمل الكثير من القدرة والإبداع إذا أتيحت لها الفرصة الكافية والبيئة المناسبة، كما أن التطور الذي حققته شركة (الإلكترونيات المتقدمة) ومحافظتها المستمرة على موقع الريادة في مجال صناعة الإلكترونيات والاتصالات وتقنية المعلومات،على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.. يبرهن على كفاءة كوادرنا الوطنية، وانضباطها وسعة أفقها وجديتها. إن النتائج الباهرة التي تحققت، تدفعنا أن ندعو الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص وبكل ثقة لأن تحذو حذونا، وتتيح الفرصة للكوادر الوطنية لإبراز قدرتها وكفاءتها، حيث إن ذلك هو الطريق الأمثل للبقاء، والحفاظ على حيوية المجتمع وقدرته على النمو والازدهار، فضلا عن أن الاهتمام بالكوادر الوطنية، مسؤولية جماعية، تنطلق من الحس الوطني تجاه شبابنا، وتجد أرضيتها الراسخة ومبادئها الثابتة ، في تطلعات القيادة الرشيدة ، وما يتم تقديمه عمليا من دعم ليكون أبناء الوطن.. في مقدمة الصفوف المتصدية لمسؤولية تحقيق الرفاهية لكل فرد من أبناء المملكة. ولأن لغة التقنية هي اللغة التي يتطلبها البقاء الذكي في عالم اليوم، تحرص الشركة على توطين التقنية كبنية أساسية للاقتصاد المعرفي الذي تخطو المملكة خطوات حثيثة باتجاهه. وقد تأكد لنا بما يدحض كل شك، أن الخريجين في المملكة يستطيعون تحمل المسؤولية مثل غيرهم من الخريجين من البلاد الأخرى، بل وبدرجات أعلى، طالما توفرت لهم أجواء الثقة، وتم منحهم الصلاحيات اللازمة، حيث فطنت الشركة إلى ذلك ، وأتاحت لكوادر الوطن فرصة الإبداع، فتلألأت بينهم نماذج مشرفة، واعتلت الشركة منصات التتويج، وحازت على العديد من الجوائز المرصودة لأصحاب الجهد والتميز .. في مجال السعودة. لقد استطاعت الشركة، بحمد الله وتوفيقه، أن تنال عددا من جوائز الجودة كان آخرها فوزها بالمركز الأول في جائزة الملك عبد العزيز للجودة ، إضافة إلى أنها قد فازت بالمركز الأول في جائزة السعودة لعام 1419ه وكذلك عام 1420ه والمركز الثاني لعامي (1426ه – 1427ه) و (1427ه – 1428ه) . وشركة (الالكترونيات المتقدمة)، وهي تتشرف اليوم بتسلم الجائزة التي تحظى برعاية الأمير نايف بن عبد العزيز ، تحس بثمار الجهد والعمل، حيث تكتسب الجائزة أهمية ومكانة رفيعتين بالرعاية الكريمة من سمو النائب الثاني، وهي الجائزة التي تمنح لذوي المصداقية في تطبيق برامج السعودة . ذاك بعض حصادنا، وتلك هي بعض الخطى التي خطوناها، ونتمنى تواصلها الحثيث في كل قطاعات النماء بالوطن الحبيب. (وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). صدق الله العظيم. *الرئيس التنفيذي لشركة (الإلكترونيات المتقدمة)