تحرص المملكة على مشاركة المجتمع الدولي على مواجهة التحديات الناجمة عن تغيرات المناخ، كما تسعى إلى تطوير تقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة على حد سواء، وتعمل المملكة على إقامة شراكات جديدة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة من خلال تبادل التقنيات النظيفة وتشجيع التعاون بين المستثمرين من الدول المتقدمة والمملكة للاستفادة من خبرات الدول المتقدمة لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والمساهمة في تحقيق أهداف اتفاقية الأممالمتحدة للتغير المناخي وفي نفس الوقت تساعد آلية التنمية النظيفة المملكة على تحقيق التنمية المستدامة وأهدافها التنموية كما تتيح آلية التنمية النظيفة نقل التقنية والاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوظيف التقنيات النظيفة الجديدة بين قطاعات الاقتصاد السعودي. وتعكس هذه المجهودات الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة والابتكارات في مجال التقنيات النظيفة، خصوصاً وأن المملكة أكدت التزامها البعيد المدى في السعي إلى التصدي لتحديات التنمية المستدامة، من خلال مبادراتها المتعددة الهادفة إلى تطوير تطبيقات الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة ونشرها. وفي هذا الإطار، قال مايكل حصباني رئيس أسواق النمو الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إرنست ويونغ"تحتاج دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى تحقيق التوازن المطلوب بين ما تحدده من أهدافٍ للنمو وسعيها لتوفير مستقبلٍ مستدام لاقتصاداتها المزدهرة وسكانها الذين يشهدون نسبة نموٍ مرتفعة، وفي ظل انخفاض التكاليف وعولمة سلاسل التوريد وتحويل كمية أكبر من الطاقة بالاعتماد على الموارد المتجددة، فقد ظهرت فرص أعمال جديدة، في الوقت الذي شهدت فيه الأعمال الحالية تحولاً في طبيعتها" . وبات من الواضح أن العالم يشهد نشوء نظام جديد في قطاع الطاقة النظيفة، في ظل بروز الصين كدولةٍ رائدة على المستوى العالمي في مجال الطاقة المتجددة وسعي دولٍ أخرى للحصول على حصة من السوق. كانت الصين قد قامت باستثماراتٍ قياسية في قطاع توليد طاقة الرياح خلال الربع الأخير من العام 2010 ، حيث شكلت هذه الاستثمارات نصف ما تم إنفاقه على المستوى العالمي في مشاريع توليد طاقة الرياح. ووصلت حصة الاستثمار الصيني إلى عشرة مليارات دولار أمريكي من أصل 20.5 مليار دولار تم استثمارها عالمياً في هذا المجال. ويظهر هذا الاستثمار الضخم تصنيع الصين لنصف محركات التوربين الهوائية على المستوى العالمي خلال العام الماضي. بدوره، قال غيل فورر، الرئيس العالمي لقطاع التقنيات النظيفة في إرنست ويونغ "ما تزال هناك فجوة في رأس المال المطلوب للانتقال الكامل إلى مصادر الطاقة التي تتميز بكفاءتها العالية وقدرتها على الحد من إنتاج الانبعاثات الكربونية، إذ ما تزال رؤوس الأموال مستثمرة في مصادر الطاقة التقليدية، ويمكن مواجهة هذا التحدي من خلال بروز لاعبين جدد ونماذج أعمالٍ وأدوار جديدة مع مواصلة الالتزام الحكومي وإعادة توزيع رؤوس الأموال المستثمرة في توليد الطاقة".