بين الحين والآخر تتغير الكثير من الأسباب والدوافع التي تقود الأبناء إلى التفكير في الزواج من الخارج، إذ لا تزال تلك الرغبة موجودة لدى الكثير وربما أكثر من السابق، على الرغم من كل التحذيرات الاجتماعية التي تدعو ألى التراجع عن المضي في هذه الخطوة، أسباب ودوافع مختلفة ومتعددة لشبابنا حول تلك القضية، البعض منها يطالب بفتح الباب على مصراعيه للزواج من الأجانب، والبعض الآخر لا يقبل إلا ببنت الوطن!. ثقافة الرفض بداية تقول "عبير العطوي": إن المجتمع هو من يعزز ثقافة الرفض؛ بسبب المخاوف من مسألة الزواج من الخارج، فهناك صعوبة في شروط التصريح للزواج، وهناك أيضاً التحذيرات التي يرددها بعض علماء الدين والاجتماع، وذلك بإعلانهم الكثير من السلبيات التي جاءت نتيجة لزواج المواطنين بأجنبيات، وعلى قمة هرم هذه السلبيات الزيادة الكبيرة في عنوسة بنات الوطن، مشيرةً إلى أن موقف الأهل دائماً لا يرحب بزواج الابن من الخارج؛ تخوفا من دخول امرأة غريبة بينهم، مفضلين بنات الأقارب والمعارف عليها، ذاكرةً أن المجتمع لا يتقبل بالشكل الكامل من كانت والدته غير مواطنة. الموضة السبب وتتحدث "هيفاء صالح" قائلةً: إن الزواج من الخارج وزيادة إقبال الشباب عليه، راجع إلى "الموضة" التي لن تنتهي؛ لأنهم لازالوا يعتقدون أن الزوجة الأجنبية أكثر رومانسية وأكثر جمالاً، مبينةً أنه غير صحيح إرجاع السبب إلى غلاء المهور من بنت الوطن، وأنها مجرد شماعة تُعلق عليها أسباب هذا الإقبال، مؤكدةً أن أغلبية هؤلاء الشباب من الأسر الغنية، فضلاً عن أن هناك الكثير من الأسر الذين يبحثون عن الزوج الصالح لبناتهم، ذاكرةً أن فتاة المملكة أصبحت أكثر وعياً وقرباً من واقع الشباب، ومُطلعة على الإمكانيات المتاحة أمامهم، فلا تطلب الكثير أمام رغبتها الصادقة في تكوين أسرة سعيدة. انفتاح إعلامي ويرى "محمد بن خالد" أن الانفتاح الإعلامي عبر الفضائيات والتوسع المادي لأكثرية الشباب، أثر في نظرتهم للزواج من الخارج، وأدى بالفعل في التفكير الجدي حول هذا الموضوع، سواء أكان من دولة عربية أم دولة غربية، مؤكداً على أن الزواج من مواطنة هو بمثابة "ورطة" -حسب وجهة نظره-، وهو في غنى عنها، حيث يقول: كيف أتقدم إلى خطبة فتاة وأنا أعلم مسبقاً أن والدها سوف يثقل كاهلي بطلبات المهر والسكن والأثاث، إلى جانب تكاليف الزفاف وما إلى ذلك، وهذا يعود بطبيعة الحال الى أن المواطنة التي لا تقتنع بالأشياء البسيطة التي يقدمها لها زوجها حتى بعد الزواج، بل وتزيد من قائمة الطلبات، حتى وإن كانت موظفة ولديها راتبها الخاص، مضيفاً أنه لابد من احترام رغبة الشاب في اختياره لشريكة حياته سواء أكانت من البلد أم لا، إذ يبقى الأمر بالنسبة له حرية شخصية، يتحمل جميع تبعاتها، فليس دائماً الزواج من الأجنبية خطأ يستحق التخويف والتهويل منه. صفات فريدة ويقول "خالد الحويطي": أرى أن الزواج من الخارج لم يعد كما كان في السابق، لنحذر منه أو يحذروننا آباءنا منه، ولعل أسباب ذلك كثيرة: أهمها إثبات الزوجة الأجنبية وجودها الفعال ومسايرتها للمجتمع من عادات وتقاليد، إضافةً لما تتميز به من صفات فريدة قد لا تتواجد في بنات الوطن، وقد يكون للإعلام دور كبير في وضع هذه النظره في داخلي. الإشكاليات المترتبة ويعلق "علاء الحميدي" -محامي- قائلاً: إن الزواج من الخارج قد يترتب عليه بعض الاشكاليات، تتمثل في اختلاف الثقافات والعادات بين مجتمعنا ومجتمع الزوجة، ولكن غالباً ما يتم التأقلم، وقد تزول هذه الفروقات تبعاً لرغبة الطرفين في العيش وتأسيس حياة مستقرة، ولكن الأمر قد يتجاوز ذلك أحياناً عندما تتفاقم المشاكل، وتتأزم العلاقة الزوجية بين الطرفين، خاصةً عندما تثمر هذه العلاقة عن أطفال، وتصل المرحلة إلى القضاء، فيترتب على ذلك انفصال بين الطرفين وتكون الضحية الرئيسية هم الأبناء، إذ إن الخلاف ينحصر ويصبح قائماً حول الحضانة، مضيفاً أنه غالباً ما تكون الحضانة للمقيم في البلد، أي الحضانة من حق الوالد المواطن، فيحرم الطفل من رؤية والدته في حالة كون الوالدة لم تكتسب الجنسية، فتصبح إقامتها غير نظامية ويجب عليها مغادرة المملكة. حضانة أطفاله وأوضح "الحميدي" أنه من المشاكل أيضاً هي في حال كانت المرأة "الزوجة" مقيمة برفقة والديها، ثم تنتهي إقامتهم بانتهاء عملهم، لتعاني الأم نفس الوضع السابق، ويحرم الطفل من والدته؛ لصعوبة عودتها إلى المملكة، مبيناً أنه هناك بعض الإشكاليات أيضاً من خلال إقامة الزواج في الخارج ودون الحصول على الموافقة، لتُثمر هذه الزيجات عن أطفال، ثم تنتهي العلاقه الزوجية بين الطرفين، ويتعذر على الزوج الحصول على حضانة أطفاله، بسبب منح الحضانة للأم في غالبية الدول، مما قد يتعذر معه إحضار أبنائه إلى الوطن؛ لرفض والدة الطفل ذلك خوفاً من عدم عودته!.