تزايدت الاتهامات للجهاز الأمني بتنفيذ مخطط لاجهاض حركة الاحتجاج الشعبي المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك مع انسحاب قوات الأمن تماما من شوارع القاهرة والمحافظات لتتركها نهبا للبلطجية واللصوص. وتعيش مصر حالة رعب بعد انسحاب قوات الأمن تماما من شوارع القاهرة والمحافظات لتتركها نهبا للبلطجية واللصوص الذين قاموا بسلب ونهب مراكز تجارية كبرى والعديد من المحلات وحتى المنازل. وتحت عنوان "مؤامرة الأمن لدعم سيناريو الفوضى"، ذكرت صحيفة "المصري اليوم المستقلة" ان "مسؤولا أمنيا رفيع المستوى أصدر أوامره لجميع قطاعات وزارة الداخلية باخلاء مواقعهم والانسحاب من الشوارع والمقار ونقاط التفتيش والمرور وترك اقسام الشرطة". واضافت ان "شهودا عيان كشفوا عن قيام عناصر أمنية باحراق عدد من اقسام الشرطة". وتابعت الصحيفة ان "هناك جهة أمنية تابعة لوزارة الداخلية فرضت كلمتها على خطة الوزارة وقررت الانسحاب ودعم سيناريو الفوضى واطلاق سراح السجناء والبلطجية والمسجلين خطر والمساعدة في أعمال التخريب والنهب عبر غض الطرف عنها". المصريون شكلوا فرقاً لحماية ممتلكاتهم من النهب في القاهرة (رويترز) وتابعت نقلا عن المصدر نفسه ان "هناك روحا انتقامية على عدد من القيادات الأمنية بعد الاحداث الدامية التي انتهت بانسحاب قوات الأمن " معتبرا ان "انسحاب شرطة المرور من الشارع جزء من سيناريو الفوضى الذي يتبناه عدد من قيادات الداخلية". من جانبها قالت صحيفة "الشروق" ان "عصابات مسلحة تثير الذعر في البلاد وتقارير تتحدث عن تواطؤ قيادات الشرطة". واشارت الى "انتشار اعمال النهب والترويع في مناطق عديدة من البلاد التي نفذتها مجموعات منظمة من غير المتظاهرين على غرار ما حدث في تونس". واعتبر وائل قنديل مدير تحرير الصحيفة ان الهدف من هذا الانفلات الأمني "واضح وهو ابتذال وتشويه الوجه الناصع لثورة الشباب المصري الذي نزل الى الشوارع بالملايين يطلب الحد الاقصى من الاصلاح السياسي والتغيير الشامل". وخاطب هؤلاء الشباب قائلا: "أيها الثائرون احموا مصركم من الخونة والبلطجية واللصوص واحموا انتفاضتكم من قراصنة الثورات ". من جانبه أكد الدكتور محمد أبو الغار الطبيب وأحد قادة حركة 9 مارس المطالبة باستقلال الجامعات ان غياب الأمن "مؤامرة دنيئة" من النظام لاشاعة الفوضى حتى يتمكن النظام من احكام قبضته من جديد على البلاد. وقال ابو الغار ان عناصر أمنية كانت تحول دون نقل الجرحى الى المستشفيات للعلاج مؤكدا انه نقل بسيارته عددا من الجرحى توفي أربعة منهم. وتساءلت الصحفية فريدة الشوباشي عما اذا كان تأخير خطاب الرئيس مبارك الى منتصف ليل الجمعة بعد الاعلان عنه قبل ذلك خمس ساعات كان مقصودا لاتاحة الوقت لقوات الأمن للانسحاب تماما من الشارع بهدف إحداث حالة فوضى وانفلات أمني تجعل الناس يتقبلون بقاء النظام حرصا على حياتهم وممتلكاتهم. وقد أصدر عدد من المتظاهرين الذين اطلقوا على أنفسهم "المتظاهرون الحقيقيون" بيانا أعلنوا فيه تبرؤهم من الاعمال التخريبية التي طالت بعض المنشآت الحكومية ومراكز الشرطة وطالبوا بحماية الاموال العامة والخاصة وتشكيل دروع بشرية امام المنشآت العامة والحيوية لحمايتها. ومع الغياب الأمني التام شكل الاهالي منذ السبت لجانا شعبية مسلحة بالعصي والقضبان الحديدية في معظم أحياء القاهرة لحماية سكانها. وأكد عدد من المشاركين في هذه اللجان الشعبية انهم أمسكوا بأشخاص كانوا يطلقون النار لترويع السكان تبين انهم من عناصر الأمن المركزي الذين يرتدون ملابس مدنية.