أحسنت صنعاً دارة الملك عبدالعزيز بعمل احتفال رسمي يتم بموجبه تدشين معرض للمخطوطات السعودية المحفوظة فى الدارة التي كانت لدى العلماء والأسر والمهتمين وغيرهم يضاف إلى ما فى خزانتها لإقامته تحت سقف واحد. وبذلك تخّلد هذه المناسبة التي يرعاها ويشد من أزرها أمير المؤرخين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي كانت وما زالت له جهود بيضاء فى إثراء الشأن التاريخي والثقافي يعلم بمجهوداته القاصي والداني للمحافظة على تراثنا. وجهوده متعددة سواء فى السعي والسؤال واستقبال من لديهم هذا التراث ومخاطبة ومكاتبة الأسر والعلماء وذلك لجمع بالمخطوطات وتراثنا تحت سقف واحد. ولا ننسى جهود العاملين فى الدارة من أمينها معالي الدكتور فهد السماري ونائبه الدكتور ناصر الجهيمي والأستاذ أيمن الحنيحن المسئول عن قسم المخطوطات وبقية العاملين فى الدارة. وفى ظني ان هذا الاحتفال سيسهم في تنشيط الحركة التراثية لبلادنا بشرط وجود راعي قوى ونشط كدارة الملك عبدالعزيز. ولعل ذلك يكون دافعاً لبقية الجهات الحكومية وحتى الإفراد للقيام بمناشط متعددة وستكون مدعومة من قبل أمير الباحثين ولا غرو فهو عاشق للتراث وقارئ حصيف لتاريخ أمته. وأرجو أن يتوسع المعرض وألا يكون مقتصراً على مدينة الرياض فى مقر الدارة فالمرجو من أمينها العام استمراريته بعد انتهائه إلى مناطقنا المتفرقة على أرض بلادنا ومشاركة النوادي الأدبية مثلاً فى أقامه هذه المعارض المهمة والكبيرة للتعريف بتراث وطننا العزيز. بل والتعاون مع وزارة التعليم العالي فى اقامتة المعرض خارج بلادنا للتعريف بتراثنا المخطوط وخصوصاً ان لأوائل علمائنا وطلاب العلم اثر بارز فى مسيرة هذه الوطن والمشاركة فى بنائه والتعاون مع قيادته التي انطلقت منذ عام 1157ه التي أسهمت فى بناء مجتمع ونهضة امة مازلنا نلمس أثارها إلى اليوم وستستمر بحوله تعالى.