يترقب الوسط الرياضي السعودي إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم لقرارات جديدة ومهمة، تختص بمستقبل المنتخب السعودي الأول، ولعل من أهمها تعيين المدير الفني الجديد وكذلك الجهاز الإداري المشرف على المنتخب، تأتي بعد الخروج الأسيوي المر. ورغم أهمية صدور مثل هذه القرارات، إلا أن الأهم في نظر الكثيرين، قبل أن ترى هذه القرارات النور، ويبدأ العمل للمرحلة المقبلة،هو تلمس أسباب الإخفاق الآسيوي بكل صراحة ووضوح، والتحقيق الشامل في أسباب مغادرة منتخبنا الوطني، وسقوطه الكبير في الدوحة، وهو احد المرشحين الكبار دوما على الصعيد الآسيوي، فبحجم سمعة الكرة السعودية آسيويا، كان حجم الذهول والحيرة في الأوساط الآسيوية كافة، من خروج منتخبنا بهكذا طريقة، لاتليق بأحدث المنتخبات المشاركة، فكيف ببطل قاري ذي حضور متواصل في قمة آسيا الكروية. وعطفا على ذلك لابد أن نقف كثيرا على أسباب الإخفاق، انطلاقا من حديث سمو الرئيس العام لرعاية الشباب المستقيل الأمير سلطان بن فهد، المباشر لوسائل الإعلام، عقب الخروج من كأس آسيا، بتحميله هذا الخروج لأربع جهات، حدد أولها الاتحاد السعودي ثم بيسيرو مثل اللجان، فاللاعبين... لأن الوقوف على أخطاء هذه الأطراف وغيرها من الأطراف ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالمنتخب الوطني، وبكل وضوح هو السبيل الأمثل للمضي قدما في الطريق الصحيح، أما تجاهل هذه الأخطاء أو المرور عليها مرور الكرام، فلن يجدي نفعا في علاج جراح الكرة السعودية، التي توسعت في السنوات الأخيرة. ولايعني ذلك التشهير بمسؤول أو مدرب أو لاعب، بقدر ما يعني مصارحة الذات، واستثمار الفترة المقبلة للعلاج والإصلاح الكروي المتكامل، من كافة جوانب العمل الرياضي، وحتى لا تستمر العثرات وتتكرر الكبوات. إن الكرة السعودية وهي تتأهب لاستشراف مستقبل يشع تفاؤلا بقيادة الأمير الشاب نواف بن فيصل بن فهد لابد أن تنطلق من ركائز قوية وثوابت راسخة، وفي منظومة مشتركة واحدة تضع حدا للتراجع الكبير، والإخفاقات المتوالية التي عاشتها الكرة السعودية في العقد الأخير، واهتزت معها ثقة الجماهير السعودية في رؤية منتخب بلادها في صورة البطل، كما تعودت أن تراه منذ العام 1984م مرورا بالانجازات المتتالية، وتظل الاختيارات الفنية المقبلة على صعيد الجهازين الإداري والفني بحاجة للتروي والهدوء، قبل أن ترى النور، وبعد أن نتلمس أسباب الإخفاقات الأخيرة، من اجل أن تجد هذه الأجهزة مناخا وبيئة ملائمة، للعطاء والعمل المثمر، منذ خطواتها العملية الأولى لقيادة المنتخب في مرحلة جديدة ومنتظرة سيترقبها الجميع في مقبل الاستحقاقات.