ورد في الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي تقرير يرصد أسباب إخفاق المنتخب الإيراني في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010. بعنوان: «سبعة أسباب للإخفاق» وعلى عكس العادة، كان التقرير رحيماً بالمنتخب الإيراني، فالأسباب عادية جداً تمر بها أغلب منتخبات العالم، لكن التقرير تخلى عن الصراحة وغيّب أسباب أخرى أهم. فالتقرير ذكر بأن: تغييّر المدربين، قضية علي كريمي، أعمار اللاعبين، قلة المباريات الودية، ضغط الإعلام والجمهور، كل ذلك كان سبباً في إخفاق إيران، وعلى رغم من معاناة أغلب منتخبات آسيا من الأسباب نفسها، إلا أن من الجدير ذكره تحديد المسبب الأول والأخير للأسباب الخمسة، وهي جهة واحدة: الاتحاد الإيراني لكرة القدم. أما السببان الآخران واللذان لا أرى بأن لهما علاقة من قريب أو بعيد بالإخفاق الإيراني، وهما تطور منتخب كوريا الشمالية وطبيعة كرة القدم! فالتقرير أوضح بأن «تطور منتخب كوريا الشمالية» أحد أهم عوامل الإخفاق الإيراني! كيف شكّلت كوريا الشمالية سبباً في الإخفاق الإيراني مع أن الإيرانيين حصدوا 4 نقاط من مواجهتم مع كوريا الشمالية؟ هذا السبب يعطي انطباعاً بأن منتخب كوريا الشمالية، كان بعبعاً قوياً لا يقدر عليه أحد، وأن الإمكانات كانت متاحة، والنجوم متوافرون... إلخ، ولو تأهلت الإمارات أو السعودية فرضاً، فهل سيكون تطور كوريا الشمالية سبباً في الإخفاق الإيراني؟ السبب الآخر، «طبيعة كرة القدم»، الذي وصفه التقرير بأنه لا يمكن توقع نتائج المباريات، وأن خطأً واحداً من جانب المدرب أو اللاعبين أو الجهاز الإداري، قد يقلب كل شيء، وفي الحقيقة يعتبر الإيرانيون محظوظين جداً لانحياز طبيعة كرة القدم إلى جانبهم في التصفيات، فتأهلهم للمرحلة النهائية كان صعباً لولا حالة الفوضى التي لازمت منتخبي سوريا والكويت، كما أن طبيعة كرة القدم وقفت الى جانب «ميلي تيم» عندما انتزع تعادلاً صعباً من الإمارات ونجى من الخسارة أمام السعودية في الرياض وأمام كوريا الشمالية في بيونج يانج. لكن من الإنصاف ذكر السبب المهم، الغرور الذي أعمى الإيرانيين وتحديداً مدربهم علي دائي، الذي أكد بأن بطاقتي التأهل ستكونان من نصيب كوريا الجنوبية وإيران، وأن هذا الغرور اتضح جلياً من خلال تعاملهم الفوقي مع الإعلام. من الإنصاف أيضاً، ذكر السبب الآخر والمهم وهو مزاجية اللاعبين، فكريمي يشتم الحكومة بسبب مساندتها لإدارة نادي برسبوليس، والإشارات الخضراء الذي ارتداها اللاعبون تهدف إلى مناصرتهم للمظاهرات الإيرانية الحالية، ومتناسين «ميلي تيم» الذي يعني بالعربية منتخب الشعب، وأن دورهم وهدفهم هو التأهل للمونديال وليس التدخل في السياسة. بين القوسين - أرى بأن هذا التقرير يستحق عنوان: (سبعة مبررات للإخفاق)، ويجب أن نطبقه على كل بلد في آسيا، لنرى مدى التوافق في الإخفاق ومبرراته في دول غرب آسيا تحديداً. - الإيرانيون وضعوا سبعة... ترى كم (سبباً) يجب أن نضعه نحن لخروج منتخباتنا العربية؟ - موقع الاتحاد الآسيوي ختم التقرير بأنه لا يمثل رأيه... ترى ما رأي أصحاب الرؤية الآسيوية؟ [email protected]