كثف الجيش اللبناني امس انتشاره في مناطق عدة من لبنان عشية بدء مشاورات تشكيل حكومة جديدة وبعد «يوم غضب» نفذه مناصرو رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري احتجاجا على تكليف النائب نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة. وكثف الجيش انتشاره بشكل خاص في العاصمة بيروت ومدينة طرابلس الشمالية. وقال متحدث متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان القيادة العسكرية «تقوم حاليا بمعاجلة الوضع». وكان المتحدث اكد مساء الثلاثاء ان الجيش «سيكون حازما ابتداء من الاربعاء، ولن نسمح باقفال اي طريق». ونفذ مناصرو الحريري الثلاثاء احتجاجات واسعة تخللها قطع طرق واشكالات مع الجيش ترافقت مع اعمال شغب وعنف لا سيما في طرابلس في الشمال، ذات الغالبية السنية، التي يتحدر منها ميقاتي. واحتج هؤلاء خلال «يوم الغضب» على ما اعتبروه «فرضا» من جانب حزب الله الشيعي لنجيب ميقاتي في رئاسة الحكومة. وفيما لم تسجل منذ صباح امس اي احتجاجات جديدة، يخطط مناصرو الحريري لاقامة خيمة اعتصام في طرابلس بحسب ما افاد مراسل فرانس برس. الى ذلك حددت قوى 14 آذار امس عنوان تحركها للمرحلة المقبل بعد تكليف نجيب ميقاتي ويتلخص بدعم المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري ونزع سلاح حزب الله. واعلنت الامانة العامة لقوى 14 آذار اثر اجتماع عقدته «انطلاق مرحلة بعنوانين رئيسيين: دعم المحكمة الدولية احقاقا للحق وللعدالة، ونزع السلاح من طول البلاد وعرضها». واعتبرت في بيان صدر عنها ان نزع السلاح ضروري «ليس فقط من اجل ان يكون اللبنانيون احرارا لا يرهبهم احد، بل لان ذلك هو الشرط لانهاء التحكم بالدولة وبعملية بنائها وتطويرها». وقال الامين العام لقوى 14 آذار فارس سعيد الذي تلا البيان ان «حزب الله مستقويا بسلاحه، نفذ في الايام الماضية انقلابا موصوفا بدأه باسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وواصله بتحديد الرئيس الجديد للحكومة». واشار الى ان الحزب «استخدم الوسائل غير المشروعة لتغيير المعادلة النيابية وايصال مرشحه الرئيس نجيب ميقاتي الذي خضع لشروط حزب الله»، مضيفا ان «الانقلاب لم تنته فصوله بعد». ودعت الامانة العام لقوى 14 آذار اللبنانيين الى مواكبة المرحلة الجديدة ب»تجمع سلمي يومي وبالاعلام اللبنانية» السادسة مساء في ساحة الشهداء في وسط بيروت. وعاد الهدوء اليوم الى الشارع، في وقت سيطر جو من الحذر على كل البلد الذي بدت الحركة فيه خفيفة، في ظل اقفال عدد من المدارس والمؤسسات.