لا أعرف حقا من أقنع بعض مسؤولينا بفكرة أن زيادة الصرف تعني الجودة! بل أصبح عند البعض منهم زيادة صرف الميزانية المعتمدة له إنجاز بحد ذاته! دون النظر إلى النتائج الحقيقية على أرض الواقع! والأمثلة كثيرة على ذلك: فمثلا نحن من أكثر الدول صرفاً على منتخبها الوطني والنتائج من سيئ إلى أسوأ! ومنها أيضا نحن نقوم بضخ المليارات للخطوط السعودية مع أنها شركة تجارية يجب أن تعتمد على نفسها ومع كل ذلك الضخ المالي فخدمتها في انحدار وتردٍ! عندما قرأت تصريحات الإخوان في ندوة صندوق الموارد البشرية التي أقيمت مؤخرا شعرت بالأسى! لإن الإخوان في صندوق الموارد البشرية كانوا يذكرون صرفهم لأكثر من مليار على الصندوق على أنه إنجاز بحد ذاته! لكن ما أثر الصندوق في المواطن والبطالة، لا أحد يفصل فيه! ليس مهما لدى المواطن كم اتفاقية وقعت أو كم مبلغ صرف بل المهم ماذا عمل الصندوق لمشكلة البطالة على أرض الواقع ؟ إن الدوائر الحكومية التي تتصل بخدمة المواطن بصورة مباشرة يكون تقييم أدائها متعلقا بنسبة رضا المواطن عنها وليس بنسبة رضا مدير الدائرة! فهي أجهزة من المواطن وإليه، فهو العامل المهم في الرضا والأداء! نتكلم عن موضوع حيوي وأساسي وهو البطالة لذلك أقولها بصراحة الجهد المبذول لا يكفي! والمشكلة تتفاقم ! والبطالة لها سلبياتها التي يعرفها الجميع وكما يقول المثل: الجوع كافر!! للأسف لا وزارة العمل ولا صندوق الموارد ولا الجهات الحكومية لديها إستراتيجية ناجعة وواضحة لتخفيف البطالة! ووزارة التجارة تزيد الطين بلة بعدم مراقبة التجار كما يجب من حيث الأسعار! فالتجار لدينا يحاصرون المواطن من الجهتين! ليس هم من يوظف المواطنين للمساعدة في تقليل البطالة وفي نفس الوقت يكوون المواطن المسكين بأسعار مبالغ فيها والجميع يقف موقف المتفرج من معاناة المواطن المسكين ! يجب اتخاذ خطوات قوية لرفع المعاناة !حتى لو كانت مؤلمة لبعض الفئات فمصلحة الغالبية مقدمة على مصلحة بعض الأفراد! يجب أن نعترف أن الأمور في مجال مكافحة البطالة ماشية بالبركة! وعلى المسؤولين أن يسمعوا الحقائق وأن يتركوا آراء جوقة المطبلين حولهم! ويأتوا بأناس يسمعونهم الواقع وليس ما يريدون سماعه! *مما قيل هذا الأسبوع : أن ترى صور نفق عملاق كلف ميزانية ضخمة وسنوات من العمل ولم يتم على افتتاحه أقل من 48 ساعة بهذه الصورة المزرية! فعلا تعتبر صدمة! النفق جديد كليا والمياه تتسرب من خلال جدرانه وكأنه أسوأ مثال للهدر ولا يمت للجودة في التنفيذ بصلة! من كان يراقب التنفيذ! بل من وقع على الاستلام، ومن حضر حفل الافتتاح، ألم أقل إنها ماشية بالبركة!!!