إتفق خبراء ومسؤولون تنفيذيون من كبرى الشركات والمنظمات العالمية، على أن الأزمة المالية العالمية عطلت بشدة تدفق رؤوس الأموال عبر الحدود، وسحبت من الأموال المُخصصة للاستثمار في جميع أنحاء العالم. واعتبر هؤلاء على هامش جلسات اليوم الأول لمنتدى التنافسية الذي، أن الاستثمار في رأس المال هو شريان الحياة لنمو الاقتصاد، وأنه بدون رأس المال لا يمكن دعم الابتكار، في الوقت الذي طغت فيه على حلقات النقاش تساؤلات تتعلق بكيفية استعادة أسواق رأس المال نشاطها وعودتها لبدء استثماراتها في النمو مرة أخرى، وكيف يمكن لشركات تمويل رأس المال الاستثمار في عصر تخفيض المديونية العالمية، إلى جانب إعادة تمويل الديون والتصدي لأثارها على الشركات والأعمال، والتنظيم المالي في الأسواق العالمية. وشهدت جلسة رأس المال، أكد المشاركون أن الركود الإقتصادي سبب للحكومات حالة من الصدمة المؤقتة والتردد الكبير في اتخاذ القرارات المالية، مشيرين إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتميز بتطبيقها سياسة تحرير العديد من الصعوبات لتحقيق الإبتكار والجودة في رأس المال. وشددت أوراق العمل التي طرحت على هامش الجلسة، أن مستقبل السوق سيتم تحديده بواسطة قياس قدرة الإبتكار وخلق فرص وظيفية، وابتكار صناعات ريادية، في حين أوصى المتحدثون بأهمية زرع الثقة بالمنطقة لإتاحة المزيد نحو جلب الإستثمارات، وأن توفر رؤس الموال ومخاطر التقييم يجب التحيز عنها مما سيخفص من تدفق رؤس الأموال. وتضمنت التوصيات، ضرورة تشجيع الأنواع المختلفة من الإستثمار والقاعدة المتنوعة من المقترضين والسماح بانواع أخرى من الإبتكارات لتحقيق الإزدهار، وأن الديمقراطية وفعالية نظامها يحتاج لأن يكون آمنا وسليما لضمان آثار الإستثمارات الإجنبية المباشرة الهائلة لأي دولة، والسماح بالإزدهار بشكله المطلوب. وأكد المتحدثون، أن منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى ضرورة تشجيع التجارة الداخلية وأن تكون متساهلة فيما يخص الإمكانيات والتي تسمح بذلك للنمو الإقتصادي، ضرورة أن يتحد الصين والشرق الأوسط لفتح أفق لعصر جديد للإنسجام الإقتصادي والذي لن يستمر بمفردة طويلاً في الشرق الأوسط، تشجع الإبتكارات، الإسراع في عمليات إصلاح التعليم والإمتيازات في مجال الهندسة. وفي جانب متصل، احتوت جلسة التفكير بلا حدود على عرض علمي يدعو إلى استخدام المعرفة المكتسبة من البحث في العالم الخارجي لاكتشاف حياة خارج كوكب الأرض والتحليل العلمي لما يعرف بالأطباق الطائرة. وقد بدأ الحديث البرفسور ميشيو كااكو أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة مدينة نيو يورك مقدم برنامج علوم الكيمياء في قناة ديسكفري العلمية، حيث تحدث عن إمكانية الاتصال بين عالم الأرض وبقية الأكوان. وقال أن العام 2100 سيشهد نوعا من الاتصال الذكي مع العالم الخارجي في محاولة لاكتشاف فيما إذا كان هناك نوع من الحضارات وذلك عن طريق الأدلة العلمية كالحمض النووي وتحليل النجوم، مشيراً إلى أن الطاقة في تلك الكواكب تفوق الطاقة الهيدروجينية، كما دعا إلى المزيد من الاكتشافات في مجال البيئة الكونية. بعد ذلك تحدث عالم الفيزياء النووية الباحث في ظاهرة اليوفو ستنانتون بي فريدمان عن خلاصة عمل استمرت 52 عاما حول الأجسام الخارجية وهي ماتسمى بالأطباق الطائرة. وقال فريدمان :"حضارتنا على كوكب الأرض هي ليست الحضارة الأكثر تقدما وأنه بالمزيد من الابتكار والإبداع نحقق التقدم المنشود من خلال إيماننا بالحاجة للتغير ثم تحدث عن أسلوب الاندماج في القنابل الذرية والنووية وتساءل كيف يتم انفاق المليارات من أجل انتاج الأسلحة، بينما لاينفق الجزء اليسير منها لمحاربة الجهل والفقر والمرض وذكر بأن هناك ندوة سنوية حول الأطباق الطائرة، بعد ذلك دعا نيك بوب المؤلف والباحث في ظاهرة اليوفو، إلى الاستثمار في اكتشاف الكواكب والسياحة الفضائية وأفلام الخيال العلمي مما يشكل مجالا للسباق نحو الفضاء، مؤكدا أن هذه الاكتشافات ستحدث تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية. واختتم الشريك العام ل "أس بي في فينشر بارتنر" الجلسة بالحديث عن أهمية أودية السليكون ونجاح الاستثمار فيها، حيث أكد على أن الاهتمام بالنانو تكنولوجي خلال الأربع سنوات القادمة سيحدد ملامح الحياة الجديدة والتأثيرات الفسيولوجية والنفسية لتلك المرحلة وعليه يجب أن نفتح عقولنا ونستمر في البحث على المدى الطويل خاصة في مجال الفضاء من ناحية أخرى، شدد جلسة الرعاية الصحية على إن أفضل الطرق لفتح بوابة الابتكار في مجال الرعاية الصحية هو الأبحاث في مجال الوقاية من الأمراض والتطبيقات الإلكترونية التي تعزل معظم بيانات المرضى ذات الصلة يبعضها البعض من اجل تسهيل علاج المريض. وطالب المشاركون في ورقة العمل هذه، بضرورة الابتكار في مجال الرعاية الصحية، زيادة الوعي حيال الأمراض الوراثية بالتزامن مع الجهود المكثفة، وتشجيع الكشف المبكر قبل الزواج بالإضافة إلى سبل العلاج المتاحة، إشراك الأدوار التوعوية والتركيز على ما يعرف بالسيطرة على التكاليف، تطوير السجلات الطبية الإلكترونية والطرق الفعالة لإدارة البيانات، مع التركيز على الوقت الحالي وتطوير نظام البيانات المحدثة للمريض (الذكية) والتي تتيح له الدخول من المنزل. وشملت مطالب المتخصصين، أهمية تقليل التكاليف بواسطة زيادة فعالية نظام الرعاية الصحية، بالتركيز على الوقاية وزيادة الشفافية لقياس جودة الرعاية وزيادة الإنفاق بالدولار، عملية الابتكار والتي تساهم في توفر المعلومات المتاحة لتحقيق التصوير السريري، والتصور الموسع.