زميلنا المبدع دائما عبد السلام الهليل .. تناول في لوحته الكاريكاتورية يوم الثلاثاء الماضي وبشكل هزلي لطيف كعادته مشكلة عدم وضوح لوحات تحديد السرعة ، وهي مشكلة حقيقية لمن يقيم في المدن التي ينفذ فيها نظام ساهر ، فكيف بمن يزور هذه المدن من حين لآخر .. إذ لا يدري هل يصرف اهتمامه للانتباه للطريق وسلوك بعض السائقين من حوله تفاديا لأي حادث .. أو يفتش عن تلك اللوحات التي لا يمكن العثور على بعضها إلا بالصدفة ؟ . ما هي علاقة إدارات المرور بالصبات الخراسانية التي أصبحت في مقام الظاهرة في أغلب المدن ؟ .. هل لأنهم يديرون السير بنظام التجربة بحيث يضعون هذه الصبات وينتظرون ما يحدث حولها ليقرروا تثبيتها فيما بعد أو إزالتها وفقا لمعطيات التجربة من منطلق أن التجربة خير برهان، أم لأنه لم يصل إلى علمهم أن هنالك علما قائما بذاته اسمه الهندسة المرورية ؟ . أنا أشفق كثيرا على من يرميه حظه العاثر في سيارة إسعاف في أحد شوارع الرياض المزدحمة أو غيرها من المدن الكبيرة ، وهو بين الحياة والموت بانتظار الوصول إلى أيدي المسعفين في المستشفى .. حيث الثانية الواحدة لها ثمن الحياة .. فيما لا أحد يلتفت إلى عويل سيارة الإسعاف وفلاشاتها وسط تكدس المركبات حسب تعبير المروريين أنفسهم ألا يُمكن أن يسهر هذا الساهر اليقظ جدا على منع وقوف السيارات في المسار الأيمن جوار الإشارات الضوئية ليسمح لمن يُريد الانعطاف لليمين أن يذهب بحفظ الله ورعايته ليتيح الفرصة لسائقي سيارات الإسعاف بتجاوز الإشارة من هذا المسار بدلا من إنفاق الوقت بانتظار فتح الإشارة على حساب المريض وحياته ؟ .. أعرف أن هنالك نظاما يسمح لمن يرى أنه هو من يعيق حركة سيارة الإسعاف أن يتجاوز الإشارة بحذر ليتيح الفرصة لها للعبور .. لكن في شوارع الرياض المكتظة .. من يستطيع أن يُقدّر أنه هو العائق أمام تلك الامتدادات الطويلة للسيارات التي تنتظر الفرج ؟ . أعتقد أن منع الوقوف قطعيا في المسار الأيمن جوار الإشارات الضوئية .. سيكون حلا مثاليا لسيارات الإسعاف والطوارىء لانجاز مهماتها الإنسانية والأمنية لتجاوز الازدحام ، وقد ذكر لي أحد الأصدقاء أنه شاهد بنفسه كيف اضطر مرافق مريض في سيارة إسعاف أن يترجل من السيارة ليطوف على سرب من المركبات ليقنعهم بضرورة فتح الطريق .. حيث كان سائق السيارة الأولى التي تقف جوار الإشارة يتذرع بأن هنالك مخرجا لمن يريد الانعطاف لليمين يسبق الإشارة الضوئية ، وأن ساهر بالتالي لن يرحمه لو انعطف من مكان ممنوع .. مع كل التمنيات لساهر بسهر لا تكون فيه قيمة المخالفة أهم من حياة مريض تتعلق آماله ويتعلق ذووه بعقرب الساعة الأسرع ! .