أم محمد عندها مطبخ في"قعو" البيت، قزّ ابو عين، ورجلها بالعسكرية، وكان شيء يهول، بس معظم الناس في ذاك الحين يهتمون في مصالحهم ودكاكينهم. عيال أم محمد- مقاريد"محيميد وخويلد"، وإذا نسبت أمهم الغداء يتطامرون على القرارة، بيتهم في سكة سّد ومن تطلع منها إلا وأنت في قرنة الشميسي والعطايف. مرة.! طق على بابهم الخشب، يماني عيارته"بوبح"، وقال لابوهم الحق على عيالك تراهم يتراكضون فالشارع ومعهم قدر غداكم. محيميد ماخذن القدر بقرارته ومنحاش من اخوه، وخويلد يلاحقه عاضن ثوبه، ويحلم أنه فوق خيل.! ولا يردهم إلا المعيقلية. القدور أول زينة ماعليها مواد كيماوية زي الحين، بس اللي ما توزن موية الطبخ يطلع معها قرارة. بعض البيوت أول تلقاهم حاطين غرفة للارانب والحمام، يأكلون منها ويسددون الايجار، كلش سهل ومافيه طمع. الناس على قد مساحة الرياض، وكل ما يكثرون تكبر معهم الديرة، مو زي ذا الوقت الايجارات مرتفعة والاراضي غالية، والله انها حالة. خالد ومحيميد – قبلهم سوالف- مرة حَلمَ محمد ان اخته معرسة وهو يرقص، ويوم قال لأهله وهم على الغدا طقه خويلد، يقول:" ليه ما قومتني ارقص معك.!". ومرة جاي أبوهم من البّر يأخذ قدور معه والعيال شفقانين على البرّ، يبه خلنا نروح معك، وهو يعيي.؟! المهم راح محمل ذا القدور الكبار فالونيت وملحفهم بشراع، ويوم وصل في ليل وبرد وهبايب، جلس يتقهوا مع ربعه إلا ويسمع صوت( يبه..يبه )، ربعه خافوا يحسبونه( سكني )بسم الله علينا. طالت المسألة(يبه..يبه)، أبوهم حسه قلبه وقام يتتبع الصوت، وهو خايف إلا ويلقى عرادة خويلد الشهباء طالعتن مع القدر، يالله غربله وش جابك معي.؟، قال انت( يبه ).! هذي طبيعة ابو محمد وعياله"مزحهم رزح"، بس ماشية حياتهم بسهولة، متكاتفين متحابين، الظاهر للحين وهم( حمولة ) في بيت واحد مع عيال عيالهم، متعدين شروط أن العروس في بيت لحالها.!، ياكثر اللي عنسوا من ذا الشرط، وين يجيب بيت وإلا أرض وإلا يأمّنَ مستقبله والعقار طاير "أعوذ بالله" ما تقدر تلحقه. حتى البر اللي نروح له أول، معد نلقى فيه نتيفة أرض، شعيب بنبان، وشعيب المهبولة، والحيسية، وغيرها، كلها مخططات، ونار موقدة. ما ندري عن سالفة أبو محمد وعياله، هل هو حفاظ على سيرة الحمولة، وإلا عياله مغصوبين ما قدروا يشترون بيت خاص.