راشد (أبو قحلة) الله يصلحه، موذي وشاق بأهله، والعيال فالحارة اذا شافوه انحاشوا لانه كبير و"داشّر"، مسمينه أبو قحلة علشان بطنه كبير. كل اللي بالحارة يدعون له بالصلاح، والله ما كتب له، مره جأ لبيتهم بعد صلاة المغرب ولسانه ثقيل ومخربط ما ندري وش يقول وريحته فايحة، وما درينا الا أبوه يقول:"انقلع ولآعّد اشوفك جاي للحارة، والا والله لا اجيب لك الشرطي"، والشرطة قريبه من الحارة على شارع العطايف عميره صغيره، أبو قحلة ذّلف ما ندري وين راح واميمته الله يرحم حالها من قامت الفجر وهي من بيت لبيت تسنها مخذرفة ما تسولف الا في ولدها"الداّشر". أبو قحلة كان يذي اهله يومن من الأيام قفضوا اهله معاميل البّر ومطربلينها على الونيت(الفورد) ومن الفجر مستعد ابوهم يصايح يالله اخلصوا - الا وأبو قحلة جاي يسلم على ابوه ويعتذر منه ويقول والله معّد اتعودها. قال ابوه:"يالله اجل شغل الموتر وقربه عند البيت بيركبون اهلك", الا ويشغل الموتر ويمشي ويمر ربعه ويطلع معهم للبر بمعاميل وقش اهله، مبارك ابو عزيز- يقول:"انا قايلن لك مالك الا تجيب له الشرطي يرضه رض ويحبسونه", يوم جا يوم الجمعة الا ويجي ابو قحلة بسيارة ابوه ومعاميل البر, ويصايح عليه ابوه(حسبي الله عليك, نعنبو بليسك حرمتنا من سعة الصدر), البر ذيك الايام أما في شعيب المهبولة والا قميلان او شعيب بنبان, والله بر يفتح النفس.! الحارة ما تخاف الا من هذا الموذي الداشر بس رغم مساؤة الا انه طيب ويخاف على الحارة ويعرف قدر اهله"إذا صحي"،أما اذا جأ القيض ينومون الناس بالسطح، امه ترش السطح ويتغطون بالشراشف, ابو قحلة جاب" لّي" طويل ودخله مع المرزام ونزله على السكة, واذا غطس ابوه فالنوم، راح ابو قحلة للسكة و"يحتسي" مع (الّلي) كنه صوت جاي بالحلّم، يقول:" يا فهد.. ورا ما تشرتي لولدك موتر.. ورا ماتخليه على تسيفه..ورا ما تزوجه"، الرجال صدق يحسبه( ملك) جايه بالحلم, وكل يوم يسويها ابو قحلة, الا مره عرف فهد ان ولده ابو قحلة هو اللي"يحتسي", قام وقاله رويشد أصبر الحين بحّول واوريك شغلك", الولد انحاش يومن عرف ان ابوه درا. رغم ان رويشد مهوب صاحي الا انه ما يبعد عن اهله, ويعرف قول الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً(23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24،23]. رويشد صار من احسن شباب الحارة يومن ترك السفاهة والدشارة، وقضى عمره يمشي معاش لاهله ويراعيهم ويحسن اليهم وما يقصر، ويخاف الله في خواته-بعد وفاة اهله رحمة الله عليهم، الدنيا تتغير والعيال ما هم عيال لا تقدير ولا احترام ولا عندهم في احد- الله يستر- من الايام الجايه وش بيصير.