قفزت أسعار الأمونيا من ميناء يوجني في أوكرانيا بزيادة 20 دولارا للطن ما يعادل 15.40 يورو في آخر الصفقات المنجزة وعزيت الأسباب لشح الوفورات المتزامن مع قوة الطلب وقد دفعت إحدى الشركات مبلغ 430 دولارا للطن مع التخليص المجاني لشحنة بلغت طاقتها 10 آلاف طن من الأمونيا الأوكرانية للشحن عبر ميناء يوجني مخصصة للنصف الثاني من شهر يناير الحالي. وتابعت «الرياض» الاتجاه التصاعدي للأسعار حيث ثم قبل عقد الصفقة بيع شحنة بمبلغ 410 دولارات للطن مع التخليص المجاني إلا أن الأسعار اتجهت للصعود نتيجة لقلة إمدادات الشهر الماضي بسبب سوء الأحوال الجوية وما صاحبها من ثلوج وضباب والتي أغلقت الميناء الأوكراني مؤقتاً وبالتالي التسبب في تعطل وتجمد عمليات الشحن والتسويق نتيجة لتأخر وصول السفن للميناء لشحن المنتج ومن ثم الإبحار للجهات النهائية وذلك نظراً للقيود المفروضة لاجتاز مضيق البوسفور والتي أدت إلى تعطل إبحار عدد من السفن لمدة 12 يوما في جميع الاتجاهات، خاصة وأنه خلال فترات الشتاء يقتصر العبور على ساعات النهار فقط، إلا أن الضباب وظروف الطقس السيئة أدت لتعطل وصول الشحنات لفترات أطول. وفي الوقت ذاته فقد واجهت إمدادات الأمونيا مزيدا من القيود في الإقليم بعد إغلاق غير مخطط له لمصنعين في الجزائر ما أرغم المشترين للبحث عن المنتج من مصادر أخرى قريبة في الوقت الذي تشهد فيه مستويات الطلب قوة. فيما تشهد الطاقة الإنتاجية للفوسفات في شمال أفريقيا مستويات مرتفعة نتيجة للطلب الجيد للأسمدة الفوسفاتية التي ازدادت معها قوة الطلب على الأمونيا، وكذلك الحال بالنسبة لمستويات الطلب من الولاياتالمتحدة وأوروبا التي تعتبر حالياً قوية نظراً لوجود خطط لتأمين شحنات الشهرين المقبلين قبل موسم الربيع والذي سيبلغ الطلب ذروته. وتشير التوقعات إلى ارتفاع الطلب على الأسمدة على المدى القريب والبعيد مدعوما بالارتفاع المتوقع في الإنتاج الزراعي وكذلك من المتوقع ان يرتفع العرض أيضاً على المدى القريب والبعيد نتيجة للمشاريع التوسعية في أسيا ومن المتوقع أيضاً ارتفاع أسعار الأسمدة بسبب ارتفاع طلب وأسعار النفط، إلا أن الطاقة الإنتاجية المضافة قد تتسبب في ضعف الأسعار على المدى البعيد. وتتمحور الأسمدة على نطاق واسع في ثلاث فئات النيتروجينية والفوسفاتية والبوتاسيومية، وتشكل الأسمدة النيتروجينية أكثر من 60% من إجمالي استهلاك الأسمدة العالمي، فيما تعد اليوريا أكثر الأسمدة النيتروجينية استهلاكاً وتشكل 52% من مبيعات الأسمدة النيتروجينية على مستوى العالم ومن المتوقع أن ينمو الاستهلاك العالمي للأسمدة النيتروجينية بمعدل 2.2% حتى عام 2015. وتشير توقعات إلى أن العرض سيفوق الطلب في الأعوام القادمة التي تتزامن مع دخول 55 مشروعا جديدا حيز التنفيذ ومن المتوقع أيضاً أن ترتفع الطاقة الإنتاجية العالمية لليوريا حوالي 30% إلى 222 مليون طن متري في عام 2014 ومع معدل نمو سنوي مركب نسبته 5.4% من المتوقع أن يفوق عرض اليوريا نمو الطلب بنسبة 1.2% حتى عام 2014، وقد تبدأ حالة وفرة العرض المتزايدة بالتأثير على الأسعار ومعدلات التشغيل على مستوى العالم. ويشار إلى أن أسعار الأمونيا واليوريا ذات حساسية شديدة مرتبطة بمدى التغيير في أسعار موادها الخام من النافثا (من مشتقات النفط) أو الغاز الطبيعي حيث يرتكز إنتاج الأسمدة في الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط بشكل كبير على الغاز الطبيعي، بينما يستخدم المنتجون الآخرون النافتا كمادة خام وتشير التحليلات إلى أن أسعار الأمونيا كانت مرتبطة تاريخيا بأسعار النفط نظرا لترابط النفط والغاز الطبيعي وبلغت أسعار الأسمدة الذروة في 2008 تلاها انخفاض حاد في 2009 مسايرة تحركات أسعار النفط. ويتوقع الخبراء والمحللون أن تبلغ أسعار اليوريا من السعودية 1.419 ريال للطن المتري في عام 2012 مقابل 1,135 ريال للطن المتري في 2010 فيما يتوقع أن تظل الأسعار ثابتة حتى عام 2014 نظراً لوفرة العرض المتوقع، إلا أن المنتجين السعوديين يحظون بتكلفة إنتاجية منخفضة والتي تمكن الشركات السعودية من إظهار هوامش ربح أعلى من المنافسين مع ارتفاع أسعار الأسمدة وحتى مع انخفاض مستويات الأسعار العالمية.