هل يمكن إخضاع الفضاء لأي دولة أو جهة ؟ سؤال يتأكد جوابه يوما بعد يوم بالنفي، فكلما اخترعت جهة ما آلية لحجب موقع، بادرت جهات أخرى باختراقه بواسطة آلية تتجدد كلما تجدد الحجب، وليس سرا أن في المملكة أولئك الذين يشاهدون المواقع المحجوبة عبر الساتيلايتات، أو عبرOrbit ، وقريبا جدا سنشاهد التليفزيون من دون جهاز تشفير decoder ولا يستطيع أحد أن يمنع أي مادة تستقبله، وإذن ما جدوى الرقابة التي تضعها أي جهة على ما يبث في الفضاء؟ ثم ماجدوى لائحة تنظيم النشر الإلكتروني إذا كانت السلطة التي أصدرت اللائحة لا تسيطر فعلا عليه، إنها لا تستطيع حجب الموقع، وإذا كان بمقدورها أن تعاقب المدون أو الناشر الالكتروني، فسيحل محله ألف اسم مستعار، ثم إن هناك جماعات حقوق إنسانية تملك حق البث لكل ما تريده دون أن يمنعها مانع أو يحجبها حاجب، والعالم كما هو معروف قرية صغيرة ، وإذن ما الحل لحماية مواطنينا من المواد الإباحية، والدعوات المغرضة والأكاذيب والدعايات والإشاعات التي تبث عبر الفضاء ؟ الحل هو الوعي المضاد ومحاربة الكلمة بالكلمة، وليس بالقمع أو الحجب ، وفي هذا الصدد فإن لائحة النشر لن تفيدنا بشيء، والأحسن صرف النظر عنها، لأنها تضرنا أكثر مما تنفعنا، ولي أمل كبير في أن وزير الإعلام سيفعل ذلك.