تسبب إهمال طبي جسيم من طبيب مقيم بمستشفى حكومي بمنطقة الرياض في وفاة شاب سعودي بعد تعرضه لحادث مروري سبب له نزيفا في الدماغ. وقال أخو المتوفى محمد بن سعود الثنيان الذي حضر إلى مقر الصحيفة ودموعه تسابق حروفه: إن الإهمال الذي حدث أفقده شقيقه في الوقت الذي كان يمكن فيه إنقاذه لو تعامل المدير المناوب مع حالة أخي بمهنية وبضمير من حيث تأمين طبيب وبشكل فوري يقوم بالكشف على الحالة بعد إسعافها إلى المستشفى، غير أن هذا المدير لم يكلف نفسه عناء إشعار الطبيب بالحالة الحرجة التي أمامه بل إنه أخذ يسوّف وفي كل مرة يقول: الطبيب مشغول وبعد ربع ساعة سيأتي. ويواصل الثنيان بحرقة: للأسف الوقت أخذ يتسرب والدقائق تتلوها دقائق وساعات حتى زادت الحالة حرجاً وكانت النهاية أن فقدنا أي بصيص أمل مع العمل أننا أخبرناه بضرورة نقل أخي إلى أي مستشفى إذا كان المستشفى لا يستطيع التعامل مع الحالة. ويواصل شقيق المتوفى شكواه قائلاً: مما زاد الأمر سوءاً أن الطبيب الذي كنا نعول عليه إنقاذ أخي لم يكن يقل عن المدير المناوب وحشية ولا مبالاة، فقد اكتفى بإجراء فحص شكلي بسيط لم يتجاوز خمس دقائق ليخبرنا مباشرة وبطريقة فظة تخلو من أي تعاطف إنساني أن أخانا متوفى وفي ظل هذه المباشرة والسرعة في إعطاء نتيجة من الطبيب وسط استغرابنا سألناه: كيف تعطي حكما بوفاة شخص دون إجراء أي كشف أو فحص كامل ليكون الرأي موضوعياً، قال بكل برود: هذا عملي وأنا استنتجت هذا من خلال مشاهدتي للمصاب وخبرتي التي تجاوزت عقدين. ويوضح خطاب موجه من مدير المستشفى الذي باشر الحالة إلى مساعد المدير العام للطب العلاجي (تحتفظ "الرياض" بنسخة منه) أنه تم تكوين لجنة للتحقيق في ذلك ورأت اللجنة: "إن ذلك خطأ جسيم ويرفع كامل أوراقها للمدير المساعد؛ نظراً لوجود إهمال من قبل أخصائي المخ والأعصاب وعدم قيامه بواجبه حسب الأصول الطبية المتعارف عليها والذي كان من الممكن أن يجنب المريض ما حصل له من تدهور في حالته الصحية". وطالب محمد الثنيان بمحاسبة المقصرين سواء المدير المناوب أو الطبيب الذي باشر الحالة، معتبراً أن تكرار مثل هذه الأخطاء ممن فقدوا الرحمة تعرض شباب بلادنا لأخطاء جسيمة قد تودي بحياتهم.