شهد المكتب الثقافي المصري بالرياض أمسية عربية تشابك فيها الشعر مع الموسيقى، وتعانقت فيها تجارب شعرية وموسيقية من مصر والسعودية وسورية والمغرب والأردن وفلسطين، وامتدت لأكثر من ثلاث ساعات تفاعل خلالها حشد كبير من الدبلوماسيين والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين المنتمين إلى عشر دول عربية مع الشعر والموسيقى، ففي مساء الأربعاء الماضي افتتح السفير محمود عوف سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية بصحبة الأستاذ الدكتور صلاح الدين طاهر المستشار الثقافي المصري ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة، الموسم الثقافي الشتوي المصري للعام 2011م بأمسية شعرية موسيقية عربية امتدت من الثامنة والنصف حتى منتصف الليل في حالة من التآلف والتفاعل العربي الرائع، وقد بدأت الأمسية التي أدارها الشاعر والإعلامي السيد الجزايرلي ببيان إعلامي يدين الإرهاب الذي يستهدف أرواح الأبرياء ويهدد أمنهم واستقرارهم، حيث أدان المستشار الثقافي المصري بالرياض جريمة التفجير الانتحاري التي تعرضت لها مدينة الإسكندرية المصرية مؤخراً وراح ضحيتها العشرات من المواطنين المصريين الأبرياء، وقال المستشار الثقافي المصري إن هذا العمل الوحشي الذي نقابله بالاستنكار والاستهجان يتطلب منا جميعاً وبنفس القدر من الأهمية أن نقف في وجه تلك الأفكار الإرهابية المتطرفة التي أزجت هذه الأعمال العدوانية، مشيراً إلى أن الإرهابيين الذين قاموا بتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية وقتلوا العشرات من المسلمين والمسيحيين حادوا عن المنهج الإسلامي القويم السمح الذي تكثر فيه الشواهد التاريخية والعقدية على إعلاء قيم التسامح والرحمة والسلام، فالإسلام لا يعرف التفرقة بين الأجناس أو العرقيات وهو الذي علمنا أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. وقد ألقت هذه الجريمة المروعة بظلالها على الأمسية الشعرية الموسيقية، حيث حملت قصائد الشعراء وأصوات الفنانين ومعزوفاتهم الموسيقية حالات مختلفة ومتنوعة من الرفض للتطرف والإرهاب الذي بات شبحاً يهدد أمن الشعوب، وفي هذه الأمسية قدم السيد الجزايرلي الشعراء والفنانين بمختارات من شعر الفصحى والعامية على شكل فواصل ربطت بين الشعراء والفنانين، فتجاورت الأشكال الشعرية المختلفة، وامتزج الشعر العمودي بشعر التفعيلة والنثر، وتآلفت الفصحى مع العامية، وتداخلت الآلات الموسيقية والأصوات الغنائية في مزيج مسيقي جمع بين العود والناي والأرج، وكان اللافت في الأمسية أن القصائد والمختارات الغنائية والموسيقية عبرت عن صدق الشعراء والفنانين العرب الذين تفاعلوا بمشاعر صادقة عن حزنهم على الضحايا المصريين الذين راحوا ضحية العملية الإرهابية التي تعرضت لها مدينة الإسكندرية. يذكر أن هذه الأمسية العربية شارك فيها الشعراء: أمير كمال فرج وعماد قطري من مصر، وأحمد الغامدي وهدى الدغفق من السعودية، ومحمد الشهدي من المغرب، وميسون أبو بكر من الأردن، والفنانون: حسن شهاب ومحمد زويل من مصر، وماهر العامر من سورية، ورامي بركات من فلسطين، وفي ختامها قام السفير المصري محمود عوف والمستشار الثقافي المصري بالرياض الأستاذ الدكتور صلاح الدين طاهر بتكريم المشاركين بدروع تذكارية تقديراً من المكتب الثقافي المصري لتجاربهم الإبداعية المتميزة.