المتتبع للقصائد الشعبية القديمة التي نظمها الرعيل الأول من الشعراء والمعروفين باسم الرواد يجد أنها تحوي العديد من المفردات التي تسمى في وقتنا الحالي مفردة قديمة، وهي ليست بقديمة بل قل استخدامها أو انعدم تماما وهذه طبيعة الحياة والأجيال المتعاقبة وهو ما يسميه البعض التطور في اللهجة بل إن بعضهم يستعيب استخدام مفردات تحت ذريعة أنها مفردة ترمز إلى التخلف والحقيقة إن هذه المفردة هي الأصل وتشكل جذور روائع القصائد ولكون من أطلق عليها هذا الاسم لا يعرف معناها لا يعطيه الحق أن يسمها بالتخلف يقول أحد الشعراء: لا روحت من خايع فيه خمخم ومخالط نبت الشقارى زماليق احتوى هذه البيت عدد من المفردات التي قل استخدامها في الوقت الحالي ولكنها في وقتها كانت دارجة لفظا ومعنى لدى الجميع وهذا ما يجعل الناقد في حيرة ويتردد عليه أسئلة مهمة منها هل جيل اليوم معذور في عدم استخدام المفردة القديمة؟ وهل القصيدة التي تنعدم فيها المفردة الشعبية تعبير سطحية كما يسميها بعضهم؟ وبعضهم يقول إن الشاعر يخاطب متلقيه من جيله وعندما يعود بهم الى استخدام مفردات قديمه يجعل القصيدة غير مفهومة المعاني ومهما كان هناك تباين في الرأي تبقى أهمية المفردة القديمة والمطلوب هو استخدامها وتقريب المعنى لذهن المتلقي وهنا يحدث توارث بين الجيلين لهذه الكنوز اللغوية القديمة.