وصف إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير استهداف كنيسة القديسين في الإسكندرية بالعمل الإرهابي الإجرامي المحرم قائلا في خطبة الجمعة أمس: "إن استهداف كنيسة الأقباط في مصر والنصارى الذين يتعبدون فيها عمل إجرامي وظلم وعدوان تحرمه الشريعة الإسلامية ولا تقره وهو قتل للنفوس المعصومة المحرمة بغير حق، وعمل إرهابي يناقض روح الإسلام ومبادئه التي قامت على العدل ومعاني الرحمة والوفاء بالعهود ونبذ البغي والظلم والعدوان". وأضاف: القتل بغير حق جريمة مزلزلة، وخطيئة مروعة، سواء كان المقتول من أهل الملة أم كان من أهل العهد والذمة، قال صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة"، وفي رواية أخرى "من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما"، قال ابن عمر رضي الله عنهما: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسها فيها سفك الدم الحرام بغير حله"، وأهل الذمة في ديار الإسلام لهم ذمة وعهد وحقوق وعليهم عهود وواجبات وشروط، ومن أخل بشيء من ذلك أو فعل ما يوجب نقض عهده لم يكن لأحد من الناس أن يتولى ذلك بنفسه كما هو الحال في شأن المسلم إذا فعل ما يوجب عقوبته بل منتهى ذلك إلى ولاة أمور المسلمين الذين لهم الإمامة العظمى والولاية العامة والحكم والسلطان على ما تقتضيه مصلحة الدين. وقال فضيلته في سياق الخطبة: بقدر ما نال العالم التقدم والمعرفة، بقدر ما أوغل في العنف والوحشية والسباب والنزاعات والعصبية المقيتة، في خريطة غاب العقل عنها، وتلاشت قيم التسامح فيها، وتضاءلت فرص التعايش السلمي عليها، والحق والعدل والعقل والإنصاف والحوار وحسن الجوار هو الطريق الذي يصار إليه كي ينبذ التعصب المقيت، والتمييز البغيض، والهمجية والوحشية، ويعيش الناس بسلام وأمان وتحقن عليهم دماؤهم وأعراضهم وأموالهم وأوطانهم وتلك مسؤولية تناط بالقادة والساسة وأهل الكلمة والنفوذ في العالم، بيد أن من لم يتجرد للحق ولم يتعالى على حظوظ النفس وحب السيطرة وفرض الهيمنة ولم يستطع أن يكبت آثار العداء الكامل فلن يرتجى منه أن يحقق للعالم سلاما ولا للناس أمانا ومصير الخلق إلى الله لا إلى العباد، ولن يفلت ظالم من عقاب ولا قاتل من حساب "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون". وأضاف: العزة والمنعة والقوة لله تعالى ولمن كتبها الله له فابتغوا عند الله العزة وانتظموا في جملة عباده المؤمنين الذين لهم النصرة والغلبة ومن يكن الله معه فمعه الجند الذي لا يغلب والعز الذي لا يسلب والملك الذي لا يرهب وتمسكوا بشريعة الإسلام والتزموا بها حق الالتزام، ولتكن حياتكم مقرونة بالدعوة، والدعوة مقرونة بالقدوة، والقدوة مقرونة بالعلم، والعلم مقرونا بالحكمة والحكمة مقرونة بالصبر والصبر مقرونا بالاحتساب، ولا تشوهوا جلال الإسلام وبهاءه وجماله وكماله بأفعال شاذة وفتاوى نادة وسلوكيات خاطئة وأخلاق سيئة تأباها نصوصه وترفضها مبادئه ووسطيته وسماحته ويستغلها خصومه لإلصاق التهم به وتشويه صورته وتنفير الناس منه وجلب العداء ضده.