عرف الناس الكي منذ القديم كإحدى الوسائل الطبية المفيدة في علاج بعض الأمراض. ويقول أبو قراط الطبيب اليوناني الأشهر , والملقب بأبي الطب: إذا كانت الأمراض لاتشفيها الأدوية , فالجراحة هي علاجها , وإذا لم تفد فيها الجراحة فالنار علاجها , وإذا لم تستطع النار علاجها , فهي غير قابلة للشفاء"..... وقد أباح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم استعمال الكي بالنار لقطع النزيف من جرح , ففي غزوة الخندق وأثناء تراشق المسلمين والكفار , أصيب الصحابي سعد بن معاذ بسهم فقطع أكحله, وهو عرق في وسط الساعد فنزف، فأسعفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأن كوى موضع النزف بنصل سهم محمى على النار . وقد ذكر بعض مشاهير الأطباء المسلمين في مؤلفاتهم أدوات الكي واستعمالاتها في علاج العديد من الأمراض , ومن هؤلاء الأطباء الطبيب الجراح أبو القاسم الزهراوي الذي عاش مابين عامي 936م و 1013م في الأندلس , حيث وصف في كتابه ((التعريف لمن عجز عن التأليف)) أشكالاً متنوعة من أدوات الكي واستعمالاتها في علاج العديد من الأمراض , وهناك أيضاً الطبيب والعالم المسلم ((ابن سينا)) في كتابه المشهور((القانون في الطب)) . ويمكن الرجوع إلى كتب أولئك الأطباء المسلمين لمعرفة الأمراض التي قاموا بعلاجها بواسطة الكي. والواقع أن كثيراً من الناس لا زالوا يؤمنون بقيمة الكي في شفاء بعض الأمراض , إلا أن الكي يمكن أن يشوه الجلد , وخاصة عندما يكون على الوجه أو اليدين , وقد يؤدي الألم الشديد عند كي الجلد في حدوث صدمة عصبية أو صدمة قلبية أو ربما وفاة المريض الفجائية . ولا شك أن الكي يشكل خطورة على مرضى القلب وخاصة المصابين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين , كما أن الجروح الناتجة عن الكي ربما تصاب بتلوث جرثومي . ويؤدي الكي أحياناً إلى فقد في نهايات الأعصاب مما يقود إلى عدم الإحساس , كما أنه عند كي الرأس فإنه لا ينمو شعر جديد وبالرغم من فائدة الكي وخاصة مع تطور التقنية الحديثة , واستعمال أشعة الليزر بشكل مدروس , إلا أن هناك كثيراً من الأضرار التي يمكن أن تحدث عندما يزاول الكي بعض المشعوذين والأدعياء الذين ليس لديهم خلفية طبية جيدة...... فاحذروا من الكي من دون دراسة علمية , وينبغي أن يتم ذلك من خلال أطباء متمرسين بهذا النوع من العلاج!!!