عدد كبير من مرضى زراعة الكلى يستبشرون بالفترة الجديدة من حياتهم ويشعرون بالتغير على الفور في نوعية النظام الغذائي الذي يقدم لهم منذ الأيام الأولى التي تلي زراعة الكلى ، فالكثير من مرضى الفشل الكلوي كانوا مجبرين على الخضوع لنظام غذائي قاس لفترة طويلة أثتاء الغسيل الكلوي (الديلزة ) ، فعلى سبيل المثال أثناء فترة الفشل الكلوي يحرم المريض من تناول الأغذية التي تحتوي على البروتين أو البوتاسيوم أو الفوسفات أثناء فترة الفشل الكلوي ولكنه يصبح ضرورياً بعد زراعة الكلى لأنه يساعد على بناء العضلات والأنسجة كما يساعد على إلتئام الجرح بعد الزراعة. هذا التغير يعتبر فترة جديدة عليهم بالأخص في الفترة التي تمتد ما بين الأربعة إلى ستة أسابيع التي تلي عملية زراعة الكلى ، فهذه الفترة هي من أهم الفترات التي تبدأ فيها التغيرات الجسدية والنفسية والمرضية بالظهور لدى الزارع ، وقد لايستطيع طبيب الزراعة تحديد الاحتياجات الغذائية بشكل واضح لمرضى زراعة الكلى إلا عن طريق المتابعة الأسبوعية ومراقبة معدلات زيادة السكر أو زيادة مستوى الدهون في الدم أو ارتفاع ضغط الدم. لذا من الأفضل أن يشرح الطبيب لمرضى زراعة الكلى أهمية الإلتزام بالتغذية الصحيه في وقت مبكر قبل إجراء عملية الزراعة والتأكيد على إلتزام المريض بتناول الأطعمة المفيدة حتى بعد إتمام العملية ، فبعض المرضى يتخلص من حمية الفشل الكلوي بمجرد نجاح عمل الكلية الجديدة في عملها والبدء بتناول الأطعمة التي حرم منها لفترة طويلة ، ولكن البعض الآخر من مرضى الزراعة يسبق إصابتهم بالسكري أو ارتفاع الضغط او ارتفاع مستوى الدهون من قبل الزراعة ويترافق معهم حتى بعد الزراعة والبعض قد يظهر لديهم ارتفاع في مستويات السكر أو الضغط أو الدهون بعد البدء بتناول علاجات منع الرفض بعد فترة بسيطة من إجراء عملية زراعة الكلى ، وفي كلا الحالتين يجب استمرار مرضى زراعة الكلى في التقيد بنظام حمية السكري أو حمية قليلة الأملاح والدهون إما بسبب إصابتهم بها من قبل أو بسبب الحاجة لتجنب الإصابة بهذه المشاكل الصحية. من الملاحظ أن هنالك متغيرات تنتج بسبب التفاعل بين الطعام وأدوية زراعة الكلى التي يتناولها مرضى الزراعه مثل : 1- انخفاض مستوى البروتين : معظم مرضى الزراعة ينخفض لديهم مستوى البروتين بسبب العملية الجراحية نفسها وكذلك بسبب تناول علاج الكورتيزون وهو أحد العلاجات المستخدمة لمنع رفض الجسم للكلية المزروعة بجرعات عالية بعد الزراعة . ويكون الاحتياج لتناول الأطعمة العالية البروتين نسبياً بعد الزراعة مباشرة لتعويض فقدان المريض نسبة كبيرة من البروتين أثناء إجراء العملية الجراحية وأيضا لمنع تآكل العضلات الذي قد يسببه تناول علاج الكورتيزون وأيضا إلى تسريع إلتئام الجرح وتقليل فرصة الإصابة بالإلتهابات . 2- تغير نسبة السوائل والأملاح: تتغير نسبتها من مريض إلى آخر، بحسب كفاءة عمل الكلية المزروعة والتي تعتمد على قياس كمية البول و مستوى السموم الذي تفرزه الكلية المزروعة. 3 - بعض أدوية الزراعة قد تؤدى إلى الإمساك أو الإسهال مثل (مضادات الحموضة). 4 - بعض الأدوية قد تؤدى إلى زيادة في البوتاسيوم. لذا يهدف الطبيب إلى وضع برنامج تغذيه للمريض يقيه المتغيرات التي تنتج عن بعض علاجات الزراعة والعمل الجراحي المباشر مثل ارتفاع السكري أو ضغط الدم أو الدهون . ولتجنب المشاكل الغذائية التي يمكن أن تؤثر على نتيجة زراعة الكلى يجب أن يتبع المريض برنامجا غذائيا يقلل من حدوث الآثار الجانبية المرضية للعملية الجراحية لدى المرضى الذين يعانون من سوء التغذية مثل التئام الجروح أو إصابة الجروح بالإلتهابات. ويراعي الطبيب أن يتناسب غذاء مريض زراعة الكلى مع هذه المتغيرات ويكون الهدف منه أن يساعدهم في منع وعلاج كثير من الأمراض والمشاكل التي قد تظهر بعد زراعة الكلى، وقد صيكون له نتيجة إيجابية ليس فقط على حياة المريض بل وعلى أداء الكلى المزروعة. * زراعة الكلى