كل يعلم أن المؤسسة التربوية يجب أن يكون بها توازن بين حاجة العقل والبدن، فإذا كان للعقل نزهة في طلب العلم واكتساب المهارة وتنمية القدرة واكتشاف الموهبة وصقلها ورعايتها، فإن رياضة البدن ضرورية لتقويته ومساعدته على اكتساب كل ما ينير العقل ويهذب الخلق، وممارسة أي نوع من الرياضة يجب أن تكون ضمن ضوابط الشريعة الإسلامية السمحة بحيث يكون الاحتشام وعدم إداء شيء من العورة مع خصوصية المكان والزمان (أماكن مغلقة صالة داخل المدرسة، وفي زمن اليوم الدراسي) تلك الشريعة التي جاء في نصوصها قوله عليه الصلاة والسلام: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) وقد ثبت أن نسبة البدانة عالية بين طالبات التعليم العام، وهي تفضي إلى أمراض مزمنة كالسكري والضغط، علاوة إلى الاكتئاب النفسي والشعور بالخجل أمام القرينات، خاصة ممن لديهن سمنة مفرطة، علاوة على العبء الاجتماعي المتمثل في عدم رغبة الشاب في الفتاة البدينة. لذا أصبحت الحاجة إلى حصة بدنية في مدارس تعليم البنات أمراً ملحاً، شريطة أن تكون ضمن ضوابط وقيود تحفظ للفتاة خصوصيتها، وتحقق لها الفائدة المرجوة من تلك المادة، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي الكريم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم قد سابق أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما مرتين، فسبقته في الأولى، وسبقها عليه الصلاة والسلام في الثانية، ثم قال: (هذه بتلك)، إضافة إلى النصائح الطبية للحامل بممارسة الرياضة تسهيلاً لعملية الوضع، لذا فما المانع من إدراج مادة التربية البدنية في مدارس تعليم البنات؟. *محافظة الخرج