العالم ينتظر ماذا تقول أمريكا عن حقوق الإنسان وما تعليقها على العمليات الإرهابية، وما رد فعلها على ما يحدث في أي موقع من الكرة الأرضية وخارج الكرة الأرضية. وإذا كان موقع ويكيليكس يريد إبراز التناقض بين الموقف الأمريكي الرسمي وما يقال خلف الأبواب الموصدة فإن هذا التناقض معروف والسياسة الخارجية الأمريكية لا يجاريها أحد في ذلك، والكل يعلم ذلك ولكن الكل يتفرج على الفيلم الأمريكي. السؤال الثالث، هل هناك مؤامرة خلف تسريبات ويكيليكس؟ ولكن من هو المستهدف من هذه المؤامرة؟ هل هم العرب، أم إيران أم باكستان أم تركيا .. الخ فالمعلومات المتسربة شملت دولاَ كثيرة عربية وغير عربية فما هو الهدف من المؤامرة، وهل هي مؤامرة بالاتفاق بين أمريكا وموقع ويكيليكس تطبيقاَ لمبدأ ( فرق تسد )، أم بلغت المثالية بأمريكا حداَ جعلها توجه تحذيرا للجميع عبر ويكيليكس بالحرص على اتخاذ المواقف السياسية الواضحة. مايدعم نظرية المؤامرة التي تجذب معظم المحبطين في العالم هو القدرة على اختراق مواقع إلكترونية عسكرية في بلد يصدر التكنولوجيا إلى العالم. لكن السؤال الرابع هو، أليست ويكيليكس هي التي فضحت الممارسات الأمريكية في العراق وأفغانستان فهل يأتي هذا التسريب الفضائحي في إطار نظرية المؤامرة ، ولكن على من؟ هل هي مؤامرة داخلية في أمريكا ضد سياسة أوباما؟ وهل ننتظر موقع ويكيليكس للإجابة عن ذلك السؤال، ومتى سيكون ذلك؟ مره أخرى ماهو الجديد في تسريبات ويكيليكس هل اعتراض إسرائيل على تسلح الدول العربية بأسلحة متطورة خبر جديد ؟ أليس التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة إستراتيجية أمريكية؟ أما حكاية أسلحة الدمار الشامل في العراق وتعهد لندن لواشنطن بمحاصرة التحقيق في حرب العراق فهي حكاية قديمة معروفة. ويبدو أننا تجاوزنا السؤال الخامس والسادس فهناك طوفان من الأسئلة يوازي طوفان ويكيليكس وأحد هذه الأسئلة هو مستقبل الوثائق، ومستقبل التجسس بعد هذه الاختراقات لأمن المعلومات. أما العلاقات الدولية فهي لن تتأثر لأنها علاقات مصالح لا تؤثر فيها النميمة أو الآراء الانطباعية عن القيادات وأنماط شخصياتهم.