إن فترة قيام الانتخابات البلدية والتي صدرت فيها الموافقة من قبل مجلس الوزراء هي بداية لتفعيل دور المواطن السعودي في خدمة وطنه وشعبه بمشاركته المتبادلة وأخذ وجهات النظر بين الأعضاء الذين سينتخبون في القريب العاجل بأسس تنظيمية وبدون تفرقة او عنصرية وسيكون لهذا المجلس البلدي دوراً فعالاً في خدمة هذا البلد وفي خدمة المواطن كونه يلتمس احتياجاته ومتطلباته في شتى المجالات وكذلك يعالج الكثير من العراقيل والعقبات المعيشية، لذلك فإن هذا المجلس حلقة وصل بين المواطنين والحكومة فيما يختص بشؤون مصلحة المواطن ومتطلباته والهموم التي يواجهها ومن هذا المنطلق ستشهد مملكتنا الحبيبة في المرحلة القريبة المقبلة قفزة نوعية في صياغة مستقبل هذه البلاد في مختلف المجالات مما يدفع بعجلة التنمية نحو الازدهار والتطور ولكن تبقى هنالك نقطة حساسة وهامة لابد من الإشارة اليها الا وهي اين سيكون دور المرأة في هذا المجلس؟! هل سيكون لها صوت وصدى (بمعنى ان يكون مسموعاً)؟ ام يبقى دورها مهمشاً؟ لأن المجلس البلدي سيكون بلاشك اعضاءه من الرجال دون النساء فلماذا لا يكون هنالك مجلس بلدي خاص بالنساء كتلك الجمعيات الخيرية النسائية على سبيل المثال والتي تساهم بشكل بارز في مساعدة المحتاجين ودعم المعاقين بتقديم كل ما يحتاجونه من وسائل تسهل معيشتهم، ويشكل المجلس النسائي بما يحفظ خصوصية المرأة وتحفظها لان هنالك الكثير من الصعوبات والتحديات التي تواجه المرأة في عدة مجالات فالمرأة تعاني من هموم خاصة واجتماعية ولها حقوقها الخاصة بها والإسلام كرم المرأة كما كرم الرجل وعندما أتطرق الى بعض تلك الصعوبات التي هي بحاجة ملحة الى علاج وإيجاد البدائل المناسبة لها ومنها على سبيل المثال لا للحصر قضية الطلاق ومشاكل الاسرة وقضية العنوسة والعزوف عن الزواج وقضية غلاء المهور والتي تفشت في مجتمعنا بشكل ملفت فتلك القضايا هي جزء من حقوق المرأة وهي من القضايا المهمة وبحاجة ماسة الى مناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها والكثير من الأمور الهامة التي يجب دراستها وفتح باب المناقشة والتي كذلك من ضمنها قضية نقل المعلمات تلك القضية التي اصبحت هاجساً مزعجاً للكثير من المعلمات واصبحت تؤرقهم ولا تقل قضايا التوظيف اهمية عن سابقتها حيث يدخل ضمن نطاقها موظفات البند، ولا يمكنني ان احصر كل الأمور التي تهم المرأة وحقوقها ويكفي انني ذكرت اهم القضايا المعاصرة بوقتنا الحاضر ذات الأهمية القصوى فالمرأة ادرى بنفسها فيما يخصها واتوقع إذا فتح المجال للمرأة بمشاركتها بالمجلس البلدي بما يحفظ لها خصوصيتها بأن يكون جميع الأعضاء من النساء وفق ضوابط وشروط محددة مسبقاً والأهم من ذلك بما يتماشى مع شريعتنا الاسلامية السمحة فسوف يكون لها الدور الفعال والملتمس في القضاء على الكثير من الهموم التي تواجه المرأة في حياتها اليومية بشتى مجالاتها ولقد حان الوقت لتفعيل دور المرأة في المجتمع وتحديد الاولويات حيث سيكون المجلس البلدي هو اللبنة الاساسية لذلك والمجتمع بحاجة الى مشاركة المرأة في كل ما يهم شؤونها حيث ان المشاركة الفعالة بين العضوات سيكون لها الأثر الكبير في حل الكثير من القضايا المعاصرة بشتى أنواعها واتمنى من وزارة الشؤون البلدية والقروية دراسة هذا الموضوع عن كثب وبشكل متعمق والذي اتوقع ان ينال الصدى الكبير في المجتمع وسيحقق بإذن الله الحلول العاجلة والتحديات التي تواجه المرأة في حياتها وبالله التوفيق.