المتابع لأخبار الأزمة المالية التي يعاني منها النصر، وما تطالعنا به الصحف بصورة شبه يومية من تأخر مستحقات مدربين ولاعبين أجانب ومحليين يدعو كثيرا للتساؤل، فالأرقام التي يتحدثون عنها تعني أن نادي النصر هو اليوم مدان بعشرات الملايين، وهذا من شأنه أن يصيب جماهيره بإحباط، وينذر بمستقبل مظلم لفريق قادته الإدارة الحالية لتطوير واضح جعله من أكثر الأندية، التي تمتلك لاعبين محليين من الشباب الذي سيخدم النصر سنوات مقبلة. النصر في أزمة ويحتاج لوقفة أعضاء شرفه دون استثناء، ودعم الفريق الحالي ليس من أجل بطولة واحدة، بل لضمان استمرار التطوير في الفئات السنية، والمنافسة على استقطاب أفضل اللاعبين المحليين وهو ما لم تعرفه الجماهير النصراوية منذ سنوات طويلة سوى مع إدارة الأمير فيصل بن تركي، وما نشاهده من توقيع عقود طويلة مع لاعبي الفريق واحدا تلو الآخر بطريقة احترافية، وبمبالغ معقولة ودون ضجيج وآخرهم حارس المرمى الشاب عبدالله العنزي يؤكد أن الأمور تدار بصورة طيبة، وأسلوب توقيع حارس المرمى الآخر خالد راضي الذي انتهى بحصوله على مبلغ منطقي يشير إلى أن زمن إهدار الأموال، وصرف مبالغ في غير طريقها انتهى، والخطأ الذي يسجل على مسيِّري النادي تمثل في اختيار المدرب الإيطالي والتر زينجا الذي ترتب عليه سوء في انتقاء لاعبين أجانب فرض الإيطالي التعاقد معهم، فلم يقدموا الإضافة المنتظرة، وساهموا في زيادة الأعباء المالية، وسيترتب عليه عمل مضاعف، وإنفاق أكبر في فترة التسجيل الشتوية لتجاوز معضلة توقيع مخالصات مالية مع الراحلين من أعضاء الجهاز الفني، ومن سيرافقهم من اللاعبين الأجانب. إدارة النصر تتعرض لضغوط من أعضاء شرف عند ظهور اسم لأي مدرب أو لاعب تنوي التعاقد معه مطالبين بتغييره، لكن الشرفيين هؤلاء لم يفكروا يوما في إبداء الاستعداد للتكفل بعقد المدرب الجديد، أو استقطاب لاعب أجنبي يصنع الفارق، وما حدث من تصريحات لعضو شرف بعد الصدارة المؤقتة للجولة ال 14 من دوري "زين" وأشار فيها إلى أن القمة التي اعتلاها النصر هي نتاج عمل ثلاث سنوات وأن للإدارة السابقة دوراً فيه يؤكد أن أعضاء الشرف لن يقدموا دعما ولن يبادروا لتوحيد صفوف، ولن يكون لهم دور إيجابي حتى وهم يتحدثون من خلف الفضائيات عن ناديهم؛ طالما أن أي إيجابيات يلمسها الجميع اليوم يتم تجييرها لآخرين. أستغرب من صبر مدرب كزينجا طوال هذه الفترة دون استلام ريال واحد كما يثار في الصحف، وهو الذي تسلم مساعدوه حقوقهم حتى نهاية سبتمبر الماضي، ومعظم اللاعبين كذلك، والتحركات الحالية نحو البحث عن أجانب تحتاج لدعم، ولا بد أن يكون للشرفيين الذين وضعوا ثقتهم في الرئيس الحالي؛ خصوصا رئيس وأعضاء هيئة الشرف دور إيجابي في هذه المرحلة الحرجة التي تسبق استحقاقات هامة يتقدمها دوري أبطال آسيا.