للأدب الشعبي في الجزيرة العربية دور لا ينكر بدأ منذ القرن الرابع فما دونه وتطور وشاع وذاع خصوصا في وسط الجزيرة العربية وبالتحديد في المجتمعات النجدية فقام مقام وسائل الإعلام حاليا وقد تطورت به الأحوال إلى أن طرق شتى المجالات وأعطى من فنونه وضروبه وأشكاله الشيء الكثير وقد تفرع الى فروع وتلون إلى ألوان عديدة . ولما كانت اللهجات العربية بصفة عامة قد تعددت على مستوى الإقليم والقطاع والقرية والهجرة فقد أصبحت ضرورة الحياة اليومية بأعمالها وحرفها ملحة إلى نوع من الشعر يعايش الواقع بمفرداته البسيطة ومستقاة البيئي المحلي لذا أصبح الفلاح يردد في ميزان موسيقي بعض كلماته المحلية والراعي والحرفي وغيرهم فهناك كان الحصاد والدياس والبناء وصاحب النخل كما أن للعاشق المتغزل مفرداته الخاصة به فينتقي أجمل الكلمات المحلية يضعها في ميزان رائع حتى تتزن على وقع خطوات الإبل أو هديل الحمام فانبثق من ذلك أشياء أثرت واستأثرت بقلوب الناس وكأن من يسمعها وهو نفس الحال يعيش واقع ذلك الشاعر . كما ان للمتألم من فقد عزيز أو قريب طريقته في رسم لوحة من الكلمات الحزينة والتي تحاكي في واقعها قطر الدم ونزيف القلب وبذلك أصبح الشعر الشعبي منبرا يعبر من خلاله عن المشاعر والأحاسيس ودافعا قويا الى البطولات والأمجاد فهو له صدى في النفوس وهو جزء لا يتجزأ من تراث أي امة مهما ارتقت إلى أي مستوى حضاري علاوة على أن رجال الفكر والتاريخ والباحثين في التراث يعرفون جيدا ان الشعر الشعبي حفظ العديد من المواقف التاريخية في الجزيرة العربية كما اثبت العديد من مسميات الواقع ووضع تسلسلية الاحداث مما جعله حلقة وصل بين الاجيال .