خلال الأشهر الماضية، تعرضت مجموعة من المواقع الإلكترونية التابعة لجهات حكومية وأخرى لشركات حيوية إلى عمليات اختراق للصفحات الرئيسية للمواقع الإلكترونية، تحدثت الصحف اليومية عن تلك الحوادث وكيف أن بعض تلك الجهات لم تستجب للحادثة بالطريقة والسرعة المطلوبة، ولكن ما تم تغافله هو: الهدف من هذه العمليات، والذي تم اكتشافه في حادثة الأمس. ماذا لو تعرضت تلك الجهات صباحا إلى عمليات اختراق، ولكن هذه المرة أخذت منحى الهجوم بدلاً من الاستكشاف، حيث تم اختراق أو الوصول غير المشروع إلى الشبكات الحاسوبية الداخلية لعدد كبير من الوزارات الحكومية مثل المالية ومجلس الشورى والتعليم والبلديات والعدل والعديد من الوزارات نتج عنها سرقة المعلومات الداخلية والاتصالية ثم القيام ببعثرة بعض المعلومات وحذف المتبقي منها مما يسبب ضياع حقوق ملاك الأراضي وذلك نتاج اختلاط معلومات الصكوك وكذلك نتائج الطلاب في الجامعات والمدارس، وقد تسربت معلومات سرية من مجلس الشورى وتعرض مليونا حساب بنكي لتحويل كل ما فيها لدول أخرى مختلفة وبعد ذلك تم تعطيل الشبكات الحكومية والتجارية فلم يستطع الناس من استخدام الانترنت ولا أجهزة الصراف البنكية ولا حتى النفاذ براً الى الدول المجاورة وذلك لتعطل شبكة الجوازات. بالإضافة إلى ذلك تعطل نظام مراقبة الملاحة الجوية في المطارات فلم تقلع الطائرات وتم تحويل الطائرات في الجو إلى مطارات دول مجاورة وتعرضت طائرتان فوق مطار الملك عبدالعزيز للتصادم ما أدى إلى وفاة كافة الركاب. وقد تعطلت شبكات الاتصالات وحدث حذف وتخريب لبيانات المرضى في المستشفيات أدى إلى تعطل لعديد من العمليات المقررة وكذلك توفى أكثر من ألف مريض تعرضوا إلى جرعات دوائية غير صحيحة أو نقل لدم غير مطابق، كذلك توقفت المصانع البتروكيماوية وتصدير البترول وذلك لتعطل نقل البترول والغاز. وقد شلت منطقتا مكةالمكرمة والشرقية تماما من الكهرباء على أثر تعطل حواسيب التحكم في النقل لشبكة الكهرباء وسجل المرور أكثر من 10.000 حادث بسبب تعطل الاشارات المرورية. وخلال الساعات المتأخرة من الليل، وردت إخباريات عن تجهز دولة معادية لشن هجوم على المملكة وذلك لما تعرضت تلك الدولة من هجوم قاسي حاسوبي من حواسيب سعودية شلت تلك الدولة وعرضها لما حدث في المملكة ولكن بفضل الله ثم تدخل بعض الدول وتفهم ما حدث في المملكة يوم أمس عدلت الدولة المعادية عن الهجوم الذي كان سيجر إلى حرب بشعة. وبعد البحث والتقصي وُجد أن دولة معينة قد خططت لهذا الهجوم منذ سنة، حيث قامت في خلال هذه السنة في دراسة الثغرات في الأنظمة الحاسوبية للشبكات الحيوية ومدى كفاءة الاستجابة للكوارث ومن ثم زرع فيروسات في أكثر من 80.000 حاسوب في المملكة وخارجها والتي تلقت إشارة الهجوم في وقت واحد هو صباح أمس ما أدى إلى هذا الهجوم الشرس والسريع. انتظر.. الحمد لله لم يحدث ذلك ولكن لسنا معصومين من هجوم مشابه إذا لم نحصن أنظمتنا الحاسوبية خاصة إذا كان هذا النوع من الهجوم أو الحرب الالكترونية لا يتطلب تعريض جندي واحد للموت ولا يستلزم دبابات أو طائرات، ولا تنسوا ما حدث لدولة استونيا وجورجيا وأمريكا في 2009م كأمثلة حية على الحرب الالكترونية. لنأخذ ما حدث في استونيا وجورجيا كأمثلة حية. دولة استونيا والتي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي والآن ضمن الاتحاد الاوروبي تٌعد من الدول الاكثر تقدماً في استخدام الاتصالات والتقنية في العالم وبالتالي أكثر اعتمادا من غيرها على التقنية. في عام 2007م ازالت الحكومية الاستونية تمثالا للجندي السوفييتي في وسط المدينة الى أحد المقابر العسكرية ما ادى الى امتعاض دولة روسيا والشعب الروسي وبعدها بأيام بدأت الهجمات الالكترونية تنهال على الانظمة الحاسوبية الحكومية ثم البنوك ثم البنية التحتية ولعدة اسابيع حتى شٌلت استونيا من الانترنت وتعطلت انظمة البنوك والخدمات الالكترونية التي اعتمدت عليها. بالطبع لم تكن تلك الهجمات موجهة رسمياً من حكومة روسيا ولكن بالتأكيد انهم افراد روس وقد تكون منظمات روسية جندت عشرات الآلاف ويمكن مئات الالف من الحواسيب عبر العالم للقيام بهذه الحرب الالكترونية. وفي عام 2008م وقبل الاجتياح البري الروسي لدولة جورجيا، شُلت الانظمة التقنية والاتصالات الجورجية حتى لم تستطع جورجيا التحرك بانتظام لصد الزحف الروسي مما سهل ذلك الاجتياح. والحوادث الالكترونية الحقيقة كثيرة وواسعة الانتشار وقد تكون محدودة التأثير عبر العالم فقد تعطلت بفعل البرامج الحاسوبية الخبيثة الملاحة الجوية وحركة القطارات بل عطلت الكهرباء على ولايات امريكية ووصلت تلك البرامج الخبيثة لأنظمة المفاعلات النووية الامريكية والايرانية وغيرها. لقد اصبح لدى العديد من الدول لواء من المحترفين في الاختراقات مثل بريطانيا واستراليا وروسيا والولايات المتحدةالامريكية والصين واسرائيل وايران وكذلك كوريا الشمالية والتي يتوقع ان لديها قرابة 1000 مخترق في دولة لا تتصل بالإنترنت. * مدير مركز التميز لأمن المعلومات