وسط صمت الجهات المعنية السعودية (هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ومؤسسة النقد العربي السعودي) حول اختراق قراصنة إسرائيليين مواقع تجارية سعودية، ووصولهم لآلاف البطاقات الائتمانية، رداً على اختراق «هكر» سعودي لآلاف البطاقات الائتمانية الإسرائيلية، رسم مسؤول تقني سعودي سيناريو «مرعباً» حول الحروب الإلكترونية المتوقعة خلال المستقبل القريب، تكلف مئات البلايين، وتكشف هشاشة الأنظمة الحاسوبية في المملكة، ومدى ضعفها أمام حرب لم تُستخدم فيها دبابة ولا طائرة. وحذر مدير مركز التميز لأمن المعلومات في جامعة الملك سعود الدكتور خالد الغثبر في حديثٍ إلى «الحياة» من رد الفعل من المخترقين الإسرائيليين وحتى من غيرهم ممن يوالون إسرائيل، منبهاً إلى أن الهجوم هنا ليس على المخترقين السعوديين، بل على المعلومات في المنظمات السعودية، خصوصاً بعد أن سببت اختراقات «الهاكر»، الذي ادعى أنه سعودي حالاً من الاستنفار في إسرائيل، سواءً على الصعيد الحكومي أو المصرفي أو الشعبي أو الإعلامي. وفي سيناريو وصفه الغثبر بالخيالي في الوقت الحالي، لكن يمكن أن يحدث في المستقبل، نشره على موقع مركز التميز لأمن المعلومات في جامعة الملك سعود قال: «خلال الأشهر الماضية تعرضت مجموعة من المواقع الإلكترونية التابعة لجهات حكومية وأخرى لشركات حيوية إلى عمليات اختراق للصفحات الرئيسية للمواقع الإلكترونية، وتعرضت تلك الجهات أيضاً إلى عمليات اختراق، لكن هذه المرة أخذت منحنى الهجوم بدلاً من الاستكشاف، وتم اختراق أو الوصول غير المشروع إلى الشبكات الحاسوبية الداخلية لعدد كبير من الوزارات الحكومية مثل المالية، والتربية، والبلدية والقروية، والعدل، ومجلس الشورى، ما نتج منها سرقة المعلومات الداخلية ثم القيام ببعثرة بعض المعلومات وحذف المتبقي منها، ما تسبب في ضياع حقوق ملاك الأراضي، وذلك نتاج اختلاط معلومات الصكوك وكذلك نتائج الطلاب في الجامعات والمدارس، وتسربت معلومات سرية من مجلس الشورى وتعرض مليوني حساب بنكي لتحويل كل ما فيها لدول أخرى مختلفة، وبعد ذلك تم تعطيل الشبكات الحكومية والتجارية فلم يستطع الناس استخدام الانترنت ولا أجهزة الصراف البنكية ولا حتى النفاذ براً إلى الدول المجاورة وذلك لتعطل شبكة الجوازات». وأضاف في السيناريو: «تعطل نظام مراقبة الملاحة الجوية في المطارات فلم تقلع الطائرات وتم تحويل الطائرات في الجو إلى مطارات دول مجاورة وتعرضت طائرتان فوق مطار الملك عبدالعزيز للتصادم، ما أدى إلى وفاة الركاب كافة، كما أن شبكات الاتصالات تعطلت وحدث حذف وتخريب لبيانات المرضى في المستشفيات ما أدى إلى تعطل عدد من العمليات المقررة وكذلك توفي أكثر من ألف مريض تعرضوا إلى جرعات دوائية غير صحيحة أو نقل دم غير مطابق. كذلك توقفت المصانع البتروكيماوية وتصدير البترول وذلك لتعطل نقل البترول والغاز، وشلت منطقتا مكةالمكرمة والشرقية تماماً من الكهرباء على اثر تعطل حواسيب التحكم في النقل لشبكة الكهرباء وسجل المرور أكثر من 10.000 حادث ةبسبب تعطل الإشارات المرورية». وتابع: «خلال الساعات المتأخرة من الليل، وردت أخبار عن تجهز إسرائيل لشن هجوم على المملكة، نتيجة لما تعرضت له الأولى من هجوم قاس حاسوبي من حواسيب سعودية شل إسرائيل وعرضها لما حدث في المملكة، لكن تدخل بعض الدول وتفهم ما حدث في المملكة أمس عدلت إسرائيل عن الهجوم الذي كان سيجر إلى حرب بشعة، وبعد البحث والتقصي وُجد أن دولة معينة خططت لهذا الهجوم منذ عام، إذ قامت خلال هذه السنة بدرس الثغرات في الأنظمة الحاسوبية للشبكات الحيوية ومدى كفاءة الاستجابة للكوارث ومن ثم زرع فيروسات في أكثر من 80.000 حاسوب في المملكة وخارجها التي تلقت إشارة الهجوم في وقت واحد صباح أمس، ما أدى إلى هذا الهجوم الشرس والسريع». وفي منتصف السيناريو أكد الغثبر أنه لم يحدث ذلك، «لكننا لسنا معصومين من هجوم مشابه إذا لم نحصن أنظمتنا الحاسوبية خصوصاً إذا كان هذا النوع من الهجوم أو الحرب الالكترونية لا يتطلب تعريض جندي واحد للموت ولا يستلزم دبابات أو طائرات». «القرصنة» أضرّت بدول عدة