الحل والترحال كان من صفات أهل البادية في الزمن الماضي القديم وذلك بعثاً عن العشب وموارد الماء، لذا كان لزاماً عليهم أن تكون بيوتهم سهلة البناء والنقل فعملوا بيوت الشَّعر بتلك المهارة الفنية العالية، ومن المعروف أن بيوت الشعر تعمل من السدو والهدف الأساسي من عملها حماية أهلها من العواصف والأمطار وغير ذلك من عوامل الطبيعة، وكان لها أدوات تستخدم ومتعارف عليها عند أهل البادية .. ومن الروائع الشعرية التي قيلت في وصف شديد أهل البادية وترحالهم من مكان لمكان وعاداتهم الطيّبة قصيدة الشاعر محمد بن قبلان آل عاطف القحطاني: ألا يا حمد يا ليتهم صوبنا يا تون يحلون من بين القهر والمجاليبي يا ليتهم ليديار الاجناب لايقفون ويبقى مكان العذب يقنب به الذيبي وجعل المزون تهل من حيث بيحلون وتزافق بكار السيل فوق المراكيبي مع الفجر الأول دنوا الزمل ويشدون تقافوا ورا برّاق صيف مجانيبي مع الزمل يقدون المظاهير ويعسون يبون القفور تسوجها شمخ النيبي زباراً جديداً في شكل النبات فنون بعد جف سيله جاء لنبته تعاجيبي ويا حلو شب النار وإلها الرجال يجون وضانٍ تقدم بعد حلو الرتاحيبي وبيوت الشَّعر توحي بالبساطة وتعتبر رمز من رموز الكرم والأصالة البدوية العريقة وتراث قديم نفتخر به جميعاً، وكان يوضع بداخله مقتنيات من أجل تجميله وتحسينه وتزيينه هي: السوّح، والجواعد، وفرش الزّل، والاذريات الحمر والبيض، والحنابل القديمة، والأشدّة، والمقطنات المشروكة مع القطن، ونسيج وبر الإبل، وحجاب البيت وكذلك توضع البنادق والمحازم طبعاً في واجهة بيت الشَّعر حتى تعطي منظراً بهياً وحسناً يتضح من خلاله للزائر والضيف، وفي ذلك الزمن كانت أدوات الزينة الخاصة بالبيوت قليلة جداً ولكن لا تخلى منها ولا شك أن لها محبة كبيرة وعشق أزلي في قلوب أهل البادية كما توجدت الشاعرة البدوية بخوت المرية على بيت الشَّعر بقولها: وجودي .. على بيت الشعر عقب بيت الطين وجودي .. على شوف المغاتير منثرّه وجودي .. على خوة هل الموتر المقفين وجودي على شوف السّهل من ورا الحرّه ليا حلوا البدوان وصاروا على بيتين ومن كان له خل مع ذاك ماغرّه