تركز مدارس التخطيط الإستراتيجي على أهمية تحديد رؤية ورسالة المؤسسات وأهدافها لكي تحقق النجاح الذي أسست من أجله. وبالتالي يقوم المختصون بالشأن الإعلامي بترجمة تلك الأسس إلى منطلقات للإستراتيجية الإعلامية والاتصالية لتلك المؤسسات. هذه المقدمة مهمة لكي نتعرف على أهمية كتابة سيرة النجاح للمؤسسات بعد أن كانت من متطلبات الشخصيات العاملة على تحقيق النجاح. لذا يعترف كل من عمل بالقرب من الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتعلم شيء من نماذج الإدارة الناجحة وبناء سيرة النجاح الفردي والمؤسسي. ولعل أبرز الدروس التي تعلمتها من الأمير سلمان أن سيرة النجاح تكتب بشكل تراكمي وتصاعدي نحو الأفضل. فالإنسان الناجح وكذلك المؤسسة هي قصة سيرة مكتوبة بالعمل والتميز والمهنية, وأن النجاح جهد جماعي يعكس تميز المجموع وينعكس على أداء فريق العمل. ولعل حفل جريدة الرياض بمناسبة حصولها على المركز الأول عربيا يعكس هذا النهج بالتفصيل. وتشكر الجريدة التي وضعت هذا النجاح في قلب معادلة التميز والنجاح للرياض العاصمة, فجاءت كلمات رئيس التحرير الأستاذ تركي السديري لتوثق تلك المسيرة في محطات نجاح الجريدة من المرقب إلى حي الصحافة. محطات نجاح إعلامية لم تغب عنها الرياضالمدينة ولا الأمير سلمان في مسيرة نجاح تصاعدية جماعية. ففي نظر الأمير سلمان هذا النجاح الذي تشهده المملكة اليوم هو جزء لا يتجزأ من مسيرة نجاح وطن تتمثل في منظومة تناغم وحب وانتماء بين القيادة والشعب. فنجاح جزء من الوطن أو مؤسساته هو انعكاس لنجاح الكل. ويؤكد ذلك تركي السديري بأن نجاح الرياض الجريدة بهذا التميز ما هو إلا انعكاس لسيرة نجاح منظومة الإعلام السعودي. وكل من يبحث في أدبيات النجاح يجدها تنصب على ثلاثة محاور أساسية هي: القيم والدقة والمهنية. فالإعلام السعودي نابع من قيم أخلاقية لم تجعله ينجرف إلى مزالق الإسفاف وأصبح يعمل بمهنية عالية تمثلت في تحقيق نسبة عالية من توطين الوظائف الصحفية كما هو الحال في جريدة الرياض. أما الدقة فمدرسة الرياض الصحيفة هي مدرسة الوطن التي لم تجعل لمعيار السبق الصحفي يسبق المعيار الوطني أو الأخلاقي. وفي هذا الحفل أطلق الأمير سلمان الخدمات الإليكترونية الجديدة للجريدة وبما يتوافق مع تقنيات القارئات الإليكترونية والهواتف المتنقلة. فالجريدة أصبحت في الجيب وليست فقط في صناديق التوزيع التقليدية. تزاوج مهني وتكنولوجي يفسح الطريق نحو حقبة من التميز الصحفي. ولعلني هنا أبشر القارئ الكريم بالعمل الذي يجري بين جريدة الرياض وجامعة الملك سعود تأسيس أول مختبر إعلامي باسم «مختبر الرياض الإعلامي» ضمن كرسي صحيفة الرياض لدراسات الصحافة والإعلام. وسيكون هذا المختبر الإعلامي الأول من نوعه في الجامعات السعودية وربما في المنطقة العربية, وسيتم من خلال هذا المختبر دراسة الإعلام بشكل تجريب على غرار الدراسات التطبيقية في المسارات العلمية مثل الهندسة والعلوم. وهو مسعى للتجريب العلمي والإعلامي بشكل فريد. فن كتابة سيرة النجاح نموذج فريد في شخصية الأمير سلمان لذا نجد إشعاع هذا النموذج في معظم المؤسسات التي تدور في سماء الرياض. فشكرا لجريدة الرياض التي أعطت لمنظمي هذه الجائزة جائزة الاحتفاء المميز وشكرا للعاملين خلف الكواليس وفي الميدان الصحفي على هذا النجاح. وشكرا لمؤسسة اليمامة الصحفية التي تشارك موظفيها فرحة النجاح والترقي الوظيفي الذي قدمت نموذجا منه حيث تحول حارس أمن المؤسسة إلى صحفي مميز في الاقتصاد بعد أن حصل على الماجستير وها هي تدعمه في بعثة علمية للدكتوراه.