يواصل ملتقى المبتعثين الخاص بالمرحلة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمرشحين للابتعاث إلى دول آسيا وأوربا وكندا فعالياته لليوم الثاني على التوالي، والتي بدأت بمحاضرة عن (الأنظمة التعليمية في بلد الابتعاث) قدمها لطلاب جمهورية ايرلندا الملحق الثقافي في المملكة المتحدة الدكتور غازي بن عبدالواحد مكي أوضح فيها الميزات والايجابيات التي تتوافر عليها بيئة التعليم في إيرلندا وما تتمتع به من أنظمة تعليمية متفوقة على مستوى قارة أوروبا، مبينا أن هناك بعض معاهد اللغة في ايرلندا تطلب من الطالب اجتياز سنة تحضيرية في مرحلة اللغة، وعلى الطلاب الالتزام بالمعهد الذي خصص له ولا يسعون إلى تغييره، مضيفاً انه يجب على الطالب الحرص على مدة التأشيرة فهناك تأشيرات لثلاثة أشهر وأخرى لستة أشهر، وذلك لكونها لا تمدد في ايرلندا مما يتطلب على المبتعث العودة إلى المملكة وتجديدها، ما يسبب للطلاب التعثر في الدراسة. وفيما يخص الإجراءات المفروضة على الطالب في حالة وصوله إلى ايرلندا أكد الدكتور مكي انه يجب على الطالب تسجيل بياناته وفتح ملف في الملحقية وكذلك تسجيل بياناته لدى اقرب مركز شرطة من سكنه، منوهاً أن الطالب لا يستطيع الحصول على سكن أو فتح حساب في البنك إلا بتعريف يصدر من الملحقية، داعياً المرشحين إلى التواصل مع نادي الطلاب السعوديين في ايرلندا، حيث يوجد ناديان في كل من العاصمة دبلن ومدينة كورف وهي تقدم الخدمات والمساعدات للطلاب وتسهل من مهمتهم في بداية مرحلة الابتعاث. وأكد الدكتور غازي أن الملحقية في الخطوات الأخيرة لتوقيع اتفاقيات مع عدد من الشركات المختصة في التأمين الطبي وانه حتى ذلك الوقت ستقوم الملحقية بسداد رسوم العلاج للطلاب وتقدم ضماناً مالياً في حال احتاج الطالب لإجراء عملية جراحية عاجلة. الشمري: أهم مشاكل المبتعثين اختلاف بيانات الطلاب وخرق الملكية الفكرية ثم ألقى الأستاذ عبدالوهاب بن خليل الدماك مدير الشؤون الإدارية والمالية في الملحقية الثقافية السعودية في اليابان، محاضرة للطلاب المرشحين للابتعاث إلى اليابان أشار فيها إلى وجود 259 جامعة يابانية موصى بها من قبل وزارة التعليم العالي، مؤكداً أن الوزارة تؤمن للطلاب سكناً في اليابان وذلك بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الإيجارات هناك، مشددا على أن من أهم الأهداف للابتعاث إلى اليابان هو نقل التقنيات والعلوم الموجودة باليابان إلى المملكة العربية السعودية، واطلع الأستاذ عبدالوهاب الطلاب على مقدمة عن اللغة اليابانية، مقدما نصائح للطلاب قبل الوصول إلى اليابان مثل تعلم مبادئ اللغة والكلمات التي يتم استخدامها بشكل يومي والانضباط في عملية الحضور والانصراف للمحاضرات، وذكر مدير الشؤون الإدارية والمالية في الملحقية الثقافية السعودية في اليابان أن الملحقية تنسق مع وزارة العدل اليابانية لإصدار تأشيرات الإقامة للطلاب السعوديين. الدكتور مكي وفي محاضرة بعنوان (التعامل مع القوانين الدولية وقضايا الطلاب بالخارج) ذكر الأستاذ محمد الشمري مدير الإدارة القانونية في وزارة الخارجية أن الطالب المبتعث له مساران خلال وجوده بالبعثة أولها المسار الأكاديمي وهو مختص بوزارة التعليم العالي وملحقياتها والثاني مسار قانوني من اختصاص وزارة الخارجية والسفارات السعودية في بلد الابتعاث، معتبرا أن قلة مشاكل الطلاب السعوديين في الخارج بسبب التوعية المقدمة لهم من خلال هذه الملتقيات واهم هذه المشاكل هو اختلاف بيانات الطلاب وكذلك خرق الملكية الفكرية. وشدد الأستاذ الشمري على ضرورة الإلمام بقوانين الإقامة والهجرة في البلد من خلال الالتزام بها والمحافظة عليها وكذلك أنظمة المرور والحرص على تجنب المخالفات المرورية وأيضا نظام الجامعات وقوانينها من حيث تسجيل النصاب المقرر والاهتمام بالتحصيل العلمي والأكاديمي، مع البعد عن الأماكن المحظورة والمشبوهة واحترام الملكية الفكرية وحقوقها من خلال عدم نسخ البرامج أو تداول البرامج المنسوخة وغير المرخصة. الدكتورالتويجري بعد ذلك، أقيمت محاضرة للشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان (أخلاق المبتعث)، قدم مجموعة وصايا سريعة كان أولها (احفظ الله يحفظك) ويكون ذلك من خلال البعد عن المحرمات والالتزام بالدين فهذا الشيء سيحفظ لك جوارحك وصحتك وعلمك، والوصية الثانية تقوى الله، والالتزام بالأخلاق الإسلامية والتعامل الحسن مع المجتمع في دولة الابتعاث دون التأثر السلبي بهم والمحافظة على قيمك وأخلاقك مع الاعتزاز بشخصيتك، مبيناً أنه لا مانع من تبادل الزيارة مع مجتمع دولة الابتعاث، مع ضرورة عدم غشهم أو الانتقاص من دينهم، منوهاً أن حسن الخلق وطيب التعامل ربما يكون سبباً لدخولهم في الإسلام، مع ضرورة وجود أساسيات من المفاهيم العقائدية والفقهية لدى الطالب. وتحدث الدكتور الشبيلي عن بعض الأحكام الشرعية التي يجب مراعاتها فالطالب يعتبر مقيماً وليس مسافراً بإجماع الفقهاء، وكذلك انه لايلزم حضور الجماعة في حالة لم يكن المسجد قريباً كما انه لا مانع من سؤال أهل البلد عن اتجاه القبلة حتى وان لم يكونوا مسلمين، وعن الصيام أكد الدكتور الشبيلي انه في حالة اتفاق بلد الابتعاث على الرؤية فيصوم مع رؤيتهم وان لم يكن هناك اتفاق فيصوم على رؤية المملكة. الدكتور الشمري من جانبه، طالب الدكتور محمد التويجري عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بأن يضاعف المبتعثون من جهودهم لتحقيق الهدف الذي من اجله تم ابتعاثهم، مؤكداً في محاضرته أن عواقب الفشل لن تنحصر في عدم الحصول على الدرجة ولكن الأصعب ما سيحدث لشخصية الطالب والضغوطات التي سيواجهها. وأشار التويجري إلى أن أهم المشكلات النفسية التي يمر بها المبتعث هي القلق والاكتئاب الذي هو حالة من الحزن والكدر والتشاؤم الشديد والمستمر ومصادره غير حقيقية وإنما ناجمة من تفكير الإنسان، بالإضافة إلى مشكلة الرهاب وهو خوف مرضي دائم من أشخاص أو مواقف أو موضوعات أو أماكن غير مخيفة بطبيعتها. الدكتور الشبيلي وأخيراً ذكر الدكتور عبدالله القحطاني مدير عام الإدارة العامة لمعادلة الشهادات الجامعية في محاضرة بعنوان "معادلة الشهادات الجامعية الضوابط والمعايير" أن الشهادات التي تأتي من الخارج لا يمكن أن يعمل بها الا بعد معادلتها من قبل الوزارة، مشيراً إلى أن المعادلة عملية أكاديمية يقارن بها المؤهل الصادر من مؤسسة تعليمية في الخارج بما هو معمول به في المملكة، وذلك عبر لجنة معادلة الشهادات بالوزارة التي تطورت وتوسعت حيث أصبحت تضم خمس لجان منها لجنة للعلوم الطبية والصحية ولجنة العلوم الإدارية والقانونية ولجنة العلوم الأساسية والتطبيقية. وتطرق القحطاني لضوابط ومعايير المعادلة والتي من أهمها أن يكون موصى بالجامعة والدرجة والتخصص حيث أن بعض الجامعات يوصى بها في تخصصات ومراحل معينة وليست جميع التخصصات أو المراحل، كذلك بأن تكون الشهادة السابقة صادرة من جامعة في المملكة أو تمت معادلتها من قبل اللجنة وكذلك الانتظام والتفرغ والإقامة في بلد الدراسة.