بعيداً عما إذا كان منتخبنا الوطني قادرا على تحقيق كأس (خليجي 20) أو غير قادر على تحقيقها، بل سواء ظفر بها أو لم يظفر بها، فإن رأيي إزاء المنتخب الذي يشارك الآن في عدن والطريقة التي دخل بها البطولة لن تتغير، وهي أن هذا المنتخب –تحديداً- بخلاف أنه لا يمثل أي منظومة حقيقية لتكوين أي منتخب، فقد زج به في البطولة على طريقة الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي –مع الفارق طبعاً- حينما قال في قصيدته الطلاسم: جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري! فالمنتخب الحالي والذي يراد إقناعنا بأنه سيكون الدعامة للمنتخب الأساسي الذي سيشارك في كأس آسيا المقبلة، لا يملك أي هوية فعلية، فلا هو منتخب أولمبي يترجى من خلال الزج به في هذه البطولة التحضير له لتصفيات (أولمبياد لندن 2012)، ولا هو منتخب حديث التكوين يراد صقله وشد عوده، ولا هو خليط من اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين، بحيث نفهم بأن الهدف هو اعتبار (خليجي 20) محطة إعداد لكأس آسيا. هو في الحقيقة لا شيء من هذا ولا ذاك، بل لا يمكن إطلاق أي صفة عليه، حتى وإن حاول مسيرو المنتخب التمويه بمقولة أن ليس هناك منتخب أول ولا منتخب ثانٍ، وأن أي منتخب يمثل الكرة السعودية هو المنتخب الفعلي، فمثل هذا الطرح لا يحمل سوى نصف الحقيقة، أما نصفها الثاني فلا يخفى على أحد، حتى وإن تم تسويقه لدواعٍ رسمية؛ لأن الشارع الرياضي بجميع مكوناته يعلم ب(البير وغطاه)!. قلوبنا لا شك مع (المجموعة) التي تمثلنا في عدن، وتشكر على ما قدمت من جهد إن في مباراة اليمن أو في مباراة الكويت، وأحسبها قادرة على بلوغ ما هو أبعد من الدور الأول، وإن أصبحت الأمور معقدة في الجولة الأخيرة حيث بات لاعبونا واقفين على مفترق طريق صعب جداً؛ لكن السؤال ماذا بعد ذلك؟! ما أعنيه هو هل المدرب بسيرو سيخرج من هذه البطولة باكتشافات جديدة لم يكن على علم بها من قبل، إن على مستوى اللاعبين، أو الطريقة الفنية التي يلعب بها، لا أظن ذلك، فمعظم من يمثل المنتخب ليسوا حديثي عهد به، سوى لاعب أو اثنين، كما أن الطريقة التي يلعب بها سبق وأن جربها في غير استحقاق، بل هي طريقته المعهودة، ثم إن هذه المجموعة –حتماً- لن تجد نفسها كمنظومة في العاصمة القطرية في بطولة آسيا المقبلة، فغالبيتها إن لم تكن خارج المنتخب آنذاك فستكون على مقاعد الاحتياط، وهو بذلك كمن يضع الأساسات في مكان، ويبني في مكان آخر!. هنا -تحديدا- سأعود من حيث بدأت لأؤكد أن مهما تكن النتيجة النهائية التي سنخرج بها من (خليجي 20) حتى وإن بلغت كأس البطولة، فإنها لن تعدو سوى رقم جديد في السجلات الشرفية، وإلا فإن المحصلة الفنية وخصوصاً المتعلقة بكأس آسيا المقبلة ستصب في خانة الخسارة المحضة، وإن غداً لناظره قريب!.