إن كنا قد تجاوزنا المنتخب اليمني في افتتاح «خليجي 20»، وخرجنا بحصيلة كبيرة من الأهداف، مع أداء نموذجي، فلا أعتقد أننا بتلك الرباعية انتهينا من المهمة، وإنما القادم سيكون أصعب! لكن من الواضح أن فريقنا الذي يخوض هذه البطولة في اليمن، لديه ما يقوله ويفعله في المباريات المقبلة، وفي البطولة ككل، بشرط أن يفعل اللاعبون أمام الكويت اليوم، ثم أمام قطر ما فعلوه أمام اليمن! من المؤكد أن لدى المنتخب السعودي، صفاً أول، وصفاً ثانياً، وإن كنت أعتقد أن هذا المنتخب الذي يوجد في عدن، ويصنّف على أنه الثاني، يستطيع أن يكون الأول إذا واصل اللاعبون أداءهم بذات الصورة، والرغبة والحماسة! ولا شك أن الأخضر الثاني جاد وممتع، وهذه سمات الفرق الواثقة، ومع ذلك أرى أن الحُكم على زملاء الشلهوب يجب أن يؤجل إلى ما بعد لقاء الكويت، وبعد ذلك ستتضح نوايا الأخضر الذي قد يرفع في نهاية البطولة المثل المعروف: جاء يطل وغلب الكل! والحقيقة أن طموحات المنتخبات الخليجية تتفاوت من منتخب إلى آخر، ولاسيما في هذه البطولة، وأقصد كأس الخليج، فهناك منتخبات تعمل وتضع كل ثقلها للفوز بالبطولة، ومنها البحرين، وعمان، واليمن، وأيضاً سيد دورات الخليج المنتخب الكويتي! وفي المقابل نجد أن منتخبات السعودية والعراق، ثم الإمارات وقطر، لديها طموحات أخرى، أولها الفوز بكأس آسيا، وأهمها التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وهذا هو الواقع الذي بتنا نلمسه في كل «دورة» من دورات الخليج، إذ تقل الأهمية في دورات الخليج مقارنة بغيرها من البطولات الأخرى! وهذا في رأيي أمر طبيعي، فدورات الخليج، وإن ظهرت صورتها على المستوى الرسمي أنها ذات أهمية قصوى، وأن الحديث عن إلغائها أمنيات للبعض لن تتحقق، بينما الواضح أنها أصبحت أشبه ب «زائر ثقيل»، أخذ الكثير من الوقت والجهد ليتم وضعه بين البطولات من دون تحديد وقت معيّن لإقامتها كغيرها من البطولات القارية! إن أربعين عاماً، هي عمر دورة الخليج، كافية في ظني لنقول لهذه البطولة شكراً، ولنبدأ في التفكير لتنظيم دورة أو بطولة جديدة تكون للمنتخبات الأولمبية والسنية، مع ألعاب مصاحبة، بعد أن قامت دورة الخليج بدورها الكامل، وكانت وفية مع منتخبات المنطقة التي استطاعت في ما بعد الفوز بكأس آسيا والوصول إلى كأس العالم! وكل ما أخشاه أن نصل «بعد الأربعين» إلى درجة التوسّل بمشاركة المنتخبات الخليجية في دورة الخليج، وهذا قد يحدث، لأن المنطق يقول إن كل المنتخبات الخليجية لديها روزنامة من المشاركات والبطولات الخارجية، ولديها - أيام فيفا -، ولم يعد الوضع كما كان في السابق! وفي قلب دورة الخليج، أعود إلى الأخضر «ذي الأربعة نجوم»، لكون أصحاب ال «خمسة نجوم» لم ينجحوا في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، ولم يستعيدوا كأس آسيا، وفرطوا في أكثر من مرة في كأس الخليج..! ولذلك أجدني منحازاً إلى هؤلاء اللاعبين الذين يمثلون الأخضر في عدن، فهم أساسيون في أنديتهم، لكنهم يأتون في الصف الثاني من حيث الأضواء، وطرق الدعاية والإعلام، أما عدا ذلك فهم «نخب أول»، وربما فعلوا في هذه البطولة ما لم يفعله منتخب «خمسة نجوم»! [email protected]