قراءة السوق: كما ارتفع المؤشر العام بلا مبررات واضحة وجوهرية ومالية كما ذكرنا قبل إجازة العيد حين حلقت سابك بارتفاعات متسارعة لامست معها 106 ريالات والآن أقل من 100 ريال, وهي العامل المؤثر والأساسي بتأثيرها على المؤشر العام, وحين نرى "رسم" الفني لسابك, نجد أن الفجوات السعرية بدأت بالظهور بقمم وهي في الأساس لم يكن لها مبرر جوهري يبرر كل هذا القفز السعري, في ظل عدم ظهور أي أخبار كما ذكرنا, وحدث التراجع بعد الإجازة ومعه القطاع البنكي بقيادة الأسهم القيادية بالبنوك سامبا الراجحي والرياض, وأكملها تراجع سابك, وهذا ما أفقد المؤشر العام ما يقارب 152 نقطة في أسبوع أي 2.36%. وحين يطرح سؤال أسباب هذه التراجعات, سيتذكر الكثير من المبررات سواء الأزمة الكورية أو الأيرلندية وديونها السيادية, وغيرها, ولكن أظل أشدد على أهمية التعافي الاقتصادي الحقيقي وكل ما نشاهده الآن من الأزمة الأيرلندية وما سيتبعها من دول "البرتغال – اسبانيا وغيرها" سيعني أننا نعيش تبعات الأزمة المالية المستمرة بقوة أكبر وتأثير أشد الآن, ولا أنظر للتصادم الحدودي بين الكوريتين إلا بتأثير سريع ومؤقت وعلى دول المنطقة هناك في أقصى الشرق فقط فلا تأثير لدينا مباشر, وحين نعود لعمق الأزمة المالية التي لم تنته وما يتبعها الآن من ارتفاع الذهب, وضعف للدولار "قد يكون مصطنعا كما تفعل الصين الآن" ونشوء وبروز الأزمة الأوروبية ومصاعب اليورو التي أصبحت على محك خاصة البنك المركزي الأوروبي الذي يعاني من دعم الدول المتعثرة اقتصاديا وأيرلندا ستحتاج ما يقارب 80 مليون يورو, وهذا يبرر الضغوط الكبرى التي سيواجها اليورو في ظل اقتصاديات أقوى كألمانيا وفرنسا التي تعتبر هي الأبعد عن التأثر بالأزمة المالية, خاصة المانيا التي تعتبر قوة اقتصادية كبرى وتحقق نموا حقيقيا الآن. ما يحدث في العالم لسنا بمنأى عنه لا شك, خاصة أن أسعار النفط وسعر الدولار كلها مرتبطة بذلك, ونحن نتحدث عن تعافي أسواق بصورة كلية وشاملة, لا نتحدث عن ارتفاع سهم هذا أو ذاك, وهذا يكرس أن المشكلة الآن أصعب من السابق, وأن طول الأزمة يأزم الوضع الاقتصادي ولا يساعده, فهناك تكاليف ثابتة يجب تدفع هناك بطالة تنمو ولا فرص عمل جديدة, إذا المحصلة هي مصاعب كبرى, ولا ننسى أن ارتفاع سعر الصرف الصيني سيعني مزيدا من التضخم وضعف النمو الصيني حتى أنها لجأت الصين إلى رفع الاحتياطيات لدى بنوكها للحد من الإقراض والتضخم. وهذا سيلقي بظلاله مستقبلا إن استمر. يجب ألا نهمش دور "صناع" السوق فصعود قبل اجازة العيد كان يستبق متغيرات التوقف عن التداول وما ستحمل, وهذا ما حدث فكان تأثر الأسواق ببروز الأزمة الأيرلندية وما سيتبعها, وأيضا الكورية التي أثرت بصورة كبيرة على الأسواق المحيطة, وكان صعود سهم سابك لوحده يبرر سؤالا وهو لماذا سابك بالذات وبهذا الطريقة الرأسية؟ ولكن حدث التراجع ومؤشرات القطاع الفنية تنبئ بتراجعات أيضا مستمرة حتى الآن ما لم تتغير معطيات السوق, خاصة أن المؤشر العام الآن كسر دون مستوى 50 يوما و200 يوم, ويحتاج قوة ومحفزات أساسية وقوية للاستقرار أعلى من 200 يوم وهو ما لم يستطع تحقيقه حتى الآن, وهذا يشكك بقوة المؤشر بالوصول لمستويات 6550 نقطة وإغلاق أعلى منها بنهاية العام وهو هدف فني موجود, ولكن تفشل الأهداف حين يكسر مستويات دعم أساسية كمستوى 200 يوم ويستمر بكسرها ويؤكدها التقاطع المستمر بين المتوسطات خاصة الثقيلة منها كمستوى 100 و50 يوما مع 200 يوم. المؤشر العام أسبوعي: هناك تقاطع إيجابي بين متوسط 20 و40 أسبوعا وهو يماثل 50 و200 يوم, وهذا جيد بالطبع ولكن على المؤشر العام أن يعود إلى مستويات أعلى من 6350 نقطة والتي أصبحت الآن مستوى مقاومة "صعب" و"أكثر قوة, بل استغرق المؤشر العام فترة لا تقل عن 6 أشهر لكي يستقر أعلى من هذا المستوى وحتى الآن الحكم علية بالفشل بالثبات أعلى من هذا المستوى, ولا يحدث هذا التقاطع إلا بسبب قوة السوق الكلي, فلا يستوى أن يعتمد السوق ككل ومؤشره على سهم سابك أو بنك سامبا أو غيرها وهذا ما اظهر التقاطع الإيجابي شكلا وكأنه منخفض على مسار صاعد حيث يجب أن يشكل تقطاعا بمسار صاعد, يجب أن يكون هناك تحسن شامل ومتدرج وثابت وهذا ما يمكن أن يعتمد عليه مستقبلا إن حدث. السلبي بداية حدوث قمم هابطة كما نلاحظ في آخر ثلاث قمم وهذا سلبي, وتحقق هدفا وهو 6490 نقطة تقريبا وكان ممكنا يتجاوزه لأهداف أعلى ولكن لم يحدث لك حتى الآن. أهم مستوى دعم الآن ويجب ألا يكسر لكي يبقى المؤشر يملك مؤشرات إيجابية هي عدم الإغلاق أو كسر مستويات 6200 نقطة تقريبا, وهذا يمثل دعما أساسيا فيبوناتشي 61.8% وأيضا مسار الترند الصاعد وهو ما يجب مراقبته خلال المرحلة القادمة. المؤشر العام يومي نلحظ هنا على اليومي تقاطع إيجابي بين 50 و200 يوم, ولكن بدأ يأخذ شكل منحنى سلبي وكأنه سيتجه للتقطاع مع 200 يوم وهذا يعني مزيدا من السلبية, ولكن لم يحدث حتى الآن, ولكي يعود بمسار جيد وصاعد على المؤشر العام أن يبقى أعلى من مستويات 6350 نقطة ويبقى محافظا عليها لكي يملك القوة والزخم للاستمرار, ولكن السؤال هل الشركات تملك هذا الزخم كسابك؟ لا اعتقد فنيا الآن موجودة في سابك, فسيأتي إذا هنا دور البنوك التي ستتمحور أدوارها بتقديري الفني خلال الأيام القادمة مما سيدعم المؤشر العام خاصة سامبا الذي يعلب دائما دورا مهما في ذلك ويجب تحليله منفردا, وأيضا دور البنوك الأخرى على أقل تقدير بعدم خسارة مراكزها السعرية والمحافظة عليها أو بمكاسب, وهذا ما يتوقع أن يكون دور البنوك أكثر تأثيرا على المؤشر العام, ولكن الآن الأهم هو العودة لمستويات أعلى من 6350 نقطة وإلا سيكون الأثر السلبي لكسر هذه المستويات سلبيا كثيرا, ويبقى أهم مستوى دعم حتى الآن هو مستويات 6200 نقطة الذي يعني البقاء أعلى من مستويات المسار الصاعد وأيضا مستوى الدعم المهم لفيبوناشتي وهو 61,8%. وهو مهم وآخر ما يبقى من مستويات دعم حتى لا يكون هناك استمرار ونزيف في المؤشر أكبر. نلحظ المتوسط مع مؤشر السيولة يعطي مؤشرات لتقاطع سلبي إن استمر الوضع كما هو بالتراجع مما يعني مزيدا من الانخفاض وهذا يبرر تضخم القطاع البتروكيماويات حنى الآن. قطاع المصارف يومي: واضح سلبية القطاع المصرفي وكسر مسار صاعد مستمر منذ 6 اشهر جون الماضي, ولكن كسر حتى الآن وكسر معه أيضا مستويات 61.8% وهذا سلبي أيضا مما يعني أن القطاع المصرفي سيعاني أكثر إن استمر بهذا النمط من التذبذب وعدم العودة لمستويات السابقة على الأقل قبل إجازة العيد, وسيحدث ارتدادا في القطاع ولكن السؤال إلى أي مستوى, فمهم جدا أن يعود لمستويات أعلى من 16406 نقاط أي أعلى من 61.8% حتى يمكن له أن يعيد قوة وتماسك القطاع, فما يحدث في القطاع تراجع سريع وحاد وهي أصبحت سمة للقطاع الحدة في التذبذب وذكرنا ذلك مرارا باعتبارها أسهما دفاعية للمؤشر العام من خلال قوة تأثيرها وهو ما يتوقع أن يحدث خلال المرحلة القصيرة القادمة, مؤشر السيولة مرتفع وهو ينبئ بضعف قوة الارتداد وهذا متوقع كما نلحظ ولكن سيكون هناك بالمدى المتوسط لا القصير ضغوط أكبر على القطاع المصرفي. نتحدث عن كل ذلك في ظل أنه لم نسمع أو نقرأ عن أخبار سلبية عن القطاع المصرفي, والأخبار والمعلومات مهمة في ذلك لكي يتضح مدى أهمية ضخ أو عدم ضخ الأموال, وهو القطاع الأكثر ضبابية للمتعامل العادي مع القطاع فلا يمكن أن تتنبأ بشيء حوله. قطاع البتروكيماويات يومي: من مؤشر السيولة والمتوسط واضح التقاطع وان يحدث في مستويات عالية وهذا يعني استمرارا سلبيا في القطاع أنه سيكون سلبيا للمدى القصير كمؤشر وبالتالي كأسعار على الشركات خاصة القيادية منها باعتبارها الأكثر تأثيرا على القطاع, ونلحظ علاوة على ذلك التباعد بين المتوسطات 50 و200 يوم وذكرنا ذلك قبل إجازة العيد في التحليل الأسبوعي أن ذلك غير منطقي ويجب أن يصحح ويلامس ويعود لمستويات قريبة من المتوسط, وهذا ما يحدث الآن, نلحظ دقة فيبوناتشي وهذا الرسم لم أغير فيه شيئا منذ أسابيع, وتوقف واصطدم بمستوى 23.6% فيبو رغم أنها ليست الأقوى كمقاومة, ولكن توقف عندها, وهذا يبرر منطقية وموضوعية هذا المستوى من خلال الرسم الفني ودقة القراءة من خلال هذه المؤشرات المهمة, والأقرب الآن خلال المرحلة القادمة أنه سيتجه لمستويات 5575 نقطة 50% فيبوناتشي وإن توقف عندها سيكون شيئا جيدا, وان استمر سيكون الهدف مستويات 5555 نقطة التي كانت مقاومة صعبة وقوية سابقا والآن العكس أصبحت دعما مهما وهي لم تختبر كدعم وأشبعت اختبارا كمقاومة مما يعزز قوتها مستقبلا وأهميتها ومحوريتها. السلبية الكبيرة التي أرى هنا ارتفاع المتوسط مقارنة بالسيولة, وهذا سيلقي بظلاله على القطاع ولا يعني الانخفاض أنها مستويات جاذبة بقدر أين سيتوقف وهذا الأكثر أهمية.