(الفُقاعة) من التعبيرات المستخدمة في أسواق الأسهم والعقارات.. ويراد بها (فقاعة الأصول) بمعنى أن الأصول التي تم شراؤها أو المضاربة عليها قد تضاعفت قيمها السوقية عن قيمها الحقيقية مراراً بسبب الإفراط في التفاؤل وانتشار نار الطمع مع الارتفاع المتواصل.. هنا يحذر العقلاء من انفجار هذه الفقاعة، وتراقبها المؤسسات الرسمية وفي مقدمتها البنوك المركزية بقلق، لأن آثارها تكون مدمرة، فهي لا بد أن تنفجر، وشظاياها تصيب الناس بجروح بعضها قاتلة، كما تصيب البنوك وجهات التمويل بمخاطر شديدة في الائتمان والحصول على قروضها وتسهيلاتها التي أسهمت في نفخ الفقاعة وجنت بعض ما فعلت إذ انها سوف تضطر لتخصيص مبالغ كبيرة إزاء الديون المعدومة، ولكن المخاطر التي تصيب البنوك أقل من المخاطر التي تصيب ملايين المتداولين الذين يفلس بعضهم تماماً ويفقد آخرون معظم ثرواتهم، وعادة لا تهتم المؤسسات الرسمية بالأفراد كثيراً بل بالبنوك لأن الأفراد ليسوا مسئوليتها فيما تظن ثم هم بالنسبة لها مجهولون متفرقون كالأشباح وهذا خطأ فهم جزء هام من المجتمع وما ينالهم وبال على المجتمع كله.. المهم أن الذي يحدث بعد تكون الفقاعات الكبيرة الخطيرة هو العكس تماماً، هذا يحدث بالتدريج وخلال سنوات قليلة حيث يتواصل بيع المكشوفين بالقروض إجبارياً ويجاريهم غير المقترضين لأنهم يرون السوق تنزل بشكل مخيف، حتى تسود حالة من التشاؤم الأسود فتعرض كثير من الأسهم دون قيمتها العادلة وأحياناً دون قيمتها الدفترية بل ودون قيمتها الاسمية رغم انها رابحة كما حدث في سوقنا في شهر اكتوبر 2008.. هذا عكس الفقاعة، فهو انكماش هائل غير مبرر في قيمة الأصول، كما كانت الفقاعة ارتفاعاً هائلاً غير مبرر في قيمة الأصول، وهو الوقت الذهبي لاقتناص الفرص.. ومهما مرت الدروس فإن ذاكرة الشعوب ضعيفة والدورات تتكرر بعد سنوات: مرة تنتفخ الأصول فتشكل فقاعة خطيرة، ثم تنفجر وتنكمش وتعرض الأصول بقيمة بخسة.. إن مراقبة المسؤولين ولجمهم الائتمان (الإقراض) في الوقت المناسب وتحذير المتداولين إذا بدأت الفقاعة في التشكل أمر ضروري، وكذلك تسهيل الائتمان وتوعية الناس بأن القيم صارت مأمونة، هذا يساعد في تلافي تلك الكوارث.