على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان، لم يزل ينمو بين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ومدينة الرياض الحالمة، حب ووداد، بل عشق متبادل، فمنذ أن تولى سموه إمارتها وهو في ريعان الشباب، كانت الرياض في ميعة الصبا، تتلمس ملامح جمالها، وتنتظر أن يبين حسنها، فعلامات المستقبل الزاهر كانت بادية عليها منذ وقت مبكر، وكذلك دلائل اهتمام سموه بها لم تكن خافية أبدا، ومن هنا تبدت أسرار علاقة العشق القوية بين الأمير ومدينته التي أحبها وأخلص لها الحب, فترجمه حقائق واقعية لا تخفى على كل ذي بصيرة. فعمل الأمير سلمان على نقل الرياض من بلدة بسيطة هادئة ناعسة لا تتجاوز مساحتها بضع كيلومترات إلى مدينة عصرية ذات امتدادات تناهز العواصم العالمية؛ تخطيطا وتنظيما, ومساحة وعمرانا، حتى اقترن اسم سموه بكل تطور في الرياض، الذي يلمحه كل ناظر في كل شبر من أرضها. وضمن هذا الحراك الذي يدفعه حب الرياض، لا تنفصل جهود سلمان الأمير عن وجدان سلمان الإنسان، وكانت محاور هذا الحراك تتجاوز مهام الحاكم, والمخطط, والباني, ومن يحفظ الأمن, ويصنع الجمال لهذه المدينة، فهناك البعد الإنساني والخيري, وهذا شيء يلحظه كل من عاش في الرياض، فكل منشط اجتماعي, أو خيري, أو إنساني، لجمعية أو مركز ، لا بد أن يكون سلمان حاضرا في تكوينها، وحاثًّا الأهالي، وخصوصا رجال الأعمال لدعمها ومساندتها. وكم من مؤسسة, وجمعية, ومركز تأسس باسم سموه كدلالة على حبه للخير, بكافة جوانبه؛ من رعاية الأيتام, والمعاقين, والإسكان الخيري، وغير ذلك من المشاريع التي تشكل أوعية مباركة يتأطر فيها العمل الخيري في أبهى صوره، بالإضافة إلى البعد العمراني الذي يوليه سموه اهتماما واضحا بحكم عشقه لجمال المدن، وبما لديه من رؤية عمرانية يحرص على تطبيقها في مدينة الرياض. وعلى صعيد الاستثمار في الرياض، فسمو الأمير سلمان هو راعي مؤتمرات وملتقيات رجال الأعمال، والمعارض التجارية, والعقارية، والعمرانية، والمهرجانات التسويقية والترفيهية, والسياحية، وغيرها من الفعاليات التي تهدف إلى زيادة الاستثمار في مدينة الرياض، بمختلف جوانبه، وذلك نابع من حرص سموه على الرياض، وبصفته أمير الرياض، ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وباني نهضتها الحديثة. أما البعد التراثي والثقافي والحضاري فهو محل اهتمام سموه وموضع عنايته الفائقة، ومن دلائل ذلك إنشاء مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربع الذي تم افتتاحه بمناسبة مرور مئة عام على دخول الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- بالإضافة إلى دارة الملك عبد العزيز ومكتبات الرياض العامة، ومحتويات المركز التاريخي، والبحوث والدراسات الإنسانية، كلها تجد الاهتمام والرعاية والدعم من سموه. هذا الملمح النهضوي المتكامل يجسد محبة الأمير سلمان المتنامية لهذه المدينة ، ويجسد عشقه الصادق لها، وهو مبعث حب أهلها لسلمان الذي يجدون مشاعره الصادقة في كل شبر من أرض الرياض، ويلمسون حرصه عليها ودأبه على تلمس احتياجات المواطن والمقيم فيها، وسعيه لإلحاقها بنظيراتها من العواصم العالمية المتقدمة في مختلف المجالات. لذا افتقد المحبون باني نهضة مدينتهم، خلال إجازته الخاصة، وعبروا عن فرحهم لدى عودته الميمونة سالما معافى، وهاهي الرياض العاشقة تتزينّ وترتدي أجمل أثوابها في استقبال أميرها المحبوب لتعانقه, ومن ورائها قلوب ما فتئت تلهج بالدعاء لسلامة أميرنا الغالي,، فحمداً لله على العودة المباركة, وهنيئاً للقيادة والوطن والشعب سلامة عودة أمير الرياض المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله". *وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات عضو مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز