تراجعت شركة داو للكيماويات عن بيع قطاع البلاستيك التابع لها في الولاياتالمتحدة وكذلك عن الانسحاب من مشاريعها المشتركة الخاسرة حول العالم وأكثرها انهياراً في الكويت ودول أخرى وذلك في أعقاب تحسن أوضاع هذا القطاع وتحسن أداء شركاتها المتحالفة ما نتج عنه تحقيق أداء مالي ممتاز في الربعين الأخيرين من العام الجاري. وتابعت «الرياض» ردود الفعل في الأوساط البتروكيماوية العالمية وخاصة في أوساط الشركات المهتمة في شراء قطاع البلاستيك لشركة داو الذي تعثر إبان الأزمة المالية العالمية حيث تأكد تراجع داو عن خططها للتخلص من أنشطة البلاستيك ومشاركاتها المتعثرة في أعقاب تلميحات الرئيس التنفيذي لشركة داو أندرو ليفريس التي ذهبت إلى أن الشركة سوف تستمر في مشاريعها التضامنية المشتركة وإنشاء مشاريع مماثلة جديدة مقابل تجريد أجزاء مختارة من السلع الأساسية لنشاط البلاستيك بدلاً من التخلص الكلي من أعمال البلاستيك التي أثبتت صموداً وتحسناًَ متصاعداً ملحوظاً في الوقت الذي يتوقع إتمام بعض الصفقات المتحالفة خلال السنتين القادمتين والتي لن تكون كبيرة بل صفقات انتقائية مختارة محددة ذات ربحية مضمونة. ولم تحدد داو نوعية المشاريع المشتركة التي تخطط استهدافها أو تصفيتها معتبرة عدم التساوي بين منتجات البولي اوليفينات لانخفاض قيمها المضافة منها على سبيل المثال منتجات البولي بروبلين والبولي إثيلين مرتفع الكثافة ، مشيرة إلى أن الشركة كانت ترتكز أعمالها على البولي أوليفينات اعتماداً على تقنية «ميتالوسين» قبل شرائها تقنية «يونيون كاربايد» في عام 2001 حيث جاءت أعمال البولي بروبلين والبولي إثيلين عالي الكثافة مع اتفاق كاربايد. إلا أن الشركة تسعى للتركيز على البوليمرات ذات القيمة المضافة مثل البولي إثيلين منخفض الكثافة للإيفاء بحاجة الطلب المتزايد في أسواق هامة كالمواد الغذائية ومواد التعبئة والتغليف المرنة المتخصصة والمواد الطبية والصحية حيث تشير الخطط نحو البحث عن التخلص من السلع منخفضة القيمة من البوليمرات بدلاً من السعي نحو عقد الصفقات الضخمة غير المجدية وذلك نظراً لتغير اقتصاديات كثير من الأنشطة التي بموجبها غيرت شركة داو استراتيجياتها السابقة المعلنة، حيث كانت الشركة تعتزم فعلاً بيع الكثير من أعمال البوليمرات في وقت سابق إلا الخطط قد تلاشت. وتتوقع داو أن تسير أعمال البوليمرات عموماً في اتجاه تصاعدي مع استمرار نمو الطلب وارتفاع معدلات الإنتاج لمستويات عالية إلا أن تقديرات الصناعيين تشير إلى هبوط مستوى الطلب ومعدلات الإنتاج عام 2011 في الوقت الذي يتوقع نمو مشتقات الإثيلين في الناتج المحلي الإجمالي نحو 1.4 مرات في ظل وجود تساؤلات حول اختلاف الأداء التشغيلي الفعال عن عام 2010. من شأنه أن تكون مختلفة ماديا من ذلك عام 2010. وهذا ما دفع داو إلى ضرورة التريث في عدم التسرع في اتخاذ أي قرار حول التقنية أو نوعية المنتجات التي يتعين إنتاجها في مشروعها البتروكيماوي المشترك مع شركة ارامكو المزمع تشييده في مدينة الجبيل الصناعية والذي تبلغ تكلفة إنشائه أكثر من 56 مليار ريال ما يعادل 15 مليار دولار، فيما بدأ الشريكان المفاوضات مع شركات المقاولات للتباحث حول تأهيلها حيال عقود الهندسة والإنشاءات المتعلقة بالمشروع بعد أن دخلت شركة أرامكو في اجتماعات مع شركات المقاولات بشكل انفرادي حول تكلفة المشروع ومن المتوقع أن تطرح عقود الهندسة والإنشاءات خلال الربع الأول من العام القادم ومن المرتقب تسليم عروض الشركات في أواخر الربع الثاني أو أوائل الربع الثالث عام 2011 يتبعها عملية إرساء العقود المتوقع خلال الربع الأخير على أن تبدأ الأعمال الإنشائية في بداية عام 2012 ثم استكمال المشروع والتشغيل التجريبي في عام 2015.