سعادة رئيس تحرير جريدة «الرياض» سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: إشارة إلى ما ورد في جريدة «الرياض» عدد (14453) وتاريخ 1413/11/7ه في (حوار مع معتمر) للدكتور محمد بن عبدالرحمن المفدى، أولاً في البداية أشكر فضيلة الدكتور على ملاحظاته القيمة وأحب ان أوضح بعض الأمور للقارئ الكريم: الملاحظة الأولى: وهي اقتصار حلقات التوجيه والارشاد في المسجد الحرام على اللغة العربية، واقتراح تخصيص ساعات لكل لغة تبث من مبكرات الصوت للحرم كله. فأولاً: بحمد الله تعالى فإن جانب التوجيه والإرشاد في المسجد الحرام راعى هذه الناحية، فقد خصصت حلقات علمية ببعض اللغات الحية، كالأوردية والأندونيسية والماليزية ويقوم عليها مشايخ أفاضل في أوقات مختلفة، كما يوجد مترجم لذوي الاحتياجات الخاصة، يقوم بترجمة خطبة الجمعة، كما تقوم إدارة التوجيه والإرشاد بتوزيع الكتب والمطويات الارشادية بسائر اللغات الحية في مكاتب التوجيه ومناطق التوزيع في الساحات الخارجية للمسجد الحرام. ثانياً: لو نفذ الاقتراح الثاني بأن تخصص ساعات لكل لغة من جميع مكبرات المسجد الحرام ففي ذلك تشويش على رواد المسجد الحرام والأمر الأهم التشويش على الطائفين والساعين والمصلين والمولى عز وجل يقول (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) والتطهير يشمل توفير كل وسائل الراحة وما يساعد على الخشوع في العبادة، على ان المسجد الحرام يتناوب عليه الناس لأداء النسك، فإذا خصصت ساعة مثلاً لكل لغة، فقد يأتي حاج لا يتفق وقت وصوله مع بث هذه اللغة فلا تحصل المصلحة، وقد وقعت المفسدة السابقة وقاعدة الشريعة ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. الملاحظة الثانية: قوله بأن بعض الأئمة يقرأ في الصلاة «اهدنا الصراط المستديم». فأولاً: بفضل من الله تعالى أئمة المسجد الحرام مشهود لهم من أهل الاختصاص بالقراءات والعلم والفضل وتسمع تلاواتهم في الإذاعات والقنوات الفضائية ولم يلاحظ عليهم شيء من ذلك. ثانياً: يوجد متخصصون يتابعون تلاوتهم، ويلاحظون كل صغيرة وكبيرة والخطأ عند أهل التجويد ينقسم إلى قسمين: 1- لحن جلي، يعرفه غالب المسلمين. 2- لحن خفي، يعرفه أهل الاختصاص. ويكفي ان تعلم ان هذا اللحن المذكور من الأول، فكيف يخفى على أهل الاختصاص. الملاحظة الثالثة: على التبليغ للمؤذنين. لا يشك أحد ان التزام التبليغ كان لايصال صوت الإمام لجميع المأمومين وله أصل في السنة النبوية وهو تبليغ أبي بكر الصديق رضي الله عنه للصحابة رضي الله عنهم تكبير النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته، وما ذكره الكاتب من ان المكبرات تكفي في الوقت الحاضر كلام منطقي ، ولكن من عايش الوضع في المسجد الحرام واتساع رقعته وكثرة المصلين في الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام، يحتاط بكل وسائل الاحتياط، على ان شواهد الواقع تؤكد ضرورة هذا الاحتياط، فقد يحدث خلل في لاقط الإمام فلا يسمع المصلون في بعض المواقع الا المبلغ، وفي أخرى قد يطرأ على صوت الإمام ضعف شديد في أثناء بعض الانتقالات في الصلاة، فلا يسمع الناس الا صوت المبلغ فوجوده ضرورة لما ذكرناه سابقاً. شاكراً لكم حرصكم على المصلحة العامة ونأمل من سعادتكم نشر ذلك في جريدتكم الغراء. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وكيل الرئيس العام المساعد لشؤون الخدمات د. يوسف بن عبدالله الوابل