يتجه رام إيمانويل صديق الرئيس الامريكي باراك اوباما الخاص والذي تنحى عن منصبه كبيراً لموظفي البيت الابيض مؤخراً، لترشيح نفسه لمنصب عمدة شيكاغو الامريكية. وعلى مدى اسبوعين منذ إعلانه رسمياً الرغبة في خوض غمار الانتخابات المزمع إجراءها في 22 فبراير القادم ليخلف العمدة الحالي للمدينة ريتشارد دالي، أستقطب رام إيمانول الاهتمام الاعلامي وأصبح مادة دسمة لكثير من محطات التلفزة والصحف في الولاياتالمتحدة. ويعتبر إيمانول المتحدر من أسرة يهودية، والذي لا يخفي تعاطفه مع (اسرئيل) التي يحمل جنسيتها لأنه ولد لأم إسرائيلية شخصية مثيرة للجدل، فمنذ بداية حياته العامة خلال الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الى أن أختاره باراك اوباما ليشغل ثاني أهم منصب في واشنطن بمنحه وظيفة كبير موظفي البيت الابيض، أصبح محط انظار الرأي العام ليس في امريكا وحدها بل لدى العالم العربي ايضاً. وهنا بدأت تنظر الجهات المعنية في الشرق الاوسط بنوع من الريبة الى تحركات إدارة اوباما باعتبارها لن تكون بعيدة عن مصلحة (اسرئيل) بأي تسوية تعتزم تنفيذها على صعيد الصراع العربي الاسرائيلي. وعزز تلك النظرة عندما تردد وبشكل واسع أن رام إيمانويل يظهر للعلن تعاطفه مع اليمين المتطرف في (اسرائيل)، ففي عام 1991م خدم كمتطوع في جيش الدفاع الاسرائلي، خلال فترة حرب الخليج، وعمل في وحدة عسكرية كانت متمركزة في شمال فلسطينالمحتلة. وعرف عن رام إيمانول التدين على الطريقة اليهودية، فهو مرتبط بالتيارالاصولي المعتدل ليهود امريكا، ويواظب على الحضور بإستمرار لأحد المعابد اليهودية في مدينة شكاغو للعبادة، ويقول الحاخام المشرف على المعبد :"أسرة رام مواظبة ومهتمة كثيراً بقيم الاسرة اليهودية". ولايخفي إيمانول دينه اليهودي ، فقد صرح قبل فترة :"أنا فخور للغاية بهويتي، واعتز كذلك بكل ماتعلمته منها". تعاطفه مع (اسرائيل) أمر معلن ويتوقع المراقبون أن يصل رام إيمانويل بسهولة لمنصب عمدة مدينة شيكاغو، لما يملكه من شبكة علاقات قوية عند دوائر صنع قرار في العاصمة واشنطن بدءاً البيت الابيض عندما شغل منصب كبير الموظفين وصولاً للعلاقات المروحية التي نسجها مع عدد من أعضاء الكونغرس، فهو كان حلقة الوصل بين الرئيس اوباما وجميع السلطات التنفيذية والشريعية في الولاياتالمتحدةالامريكية. ويعرف عن ايمانويل موهبته في جمع المال وشحذ الهمم لدى أنصاره مما يجعل فوزه بمنصب عمدة شيكاغو أمراً متوقعاً وفق مراقبين، فقد إستطاع أن يضمن لحملة الرئيس كلينتون الانتخابية في العام 1992 التي كانت تواجه صعوبات مالية أن تنطلق فخلال(20) يوماً فقط جمع مايزيد عن 3.3 مليون دولار بينما كانت الحملة لاتملك سوى نصف مليون دولار قبل أن تناط إدارة الحملة الانتخابية به ويرجع ذلك لصلته المباشرة بالمتبرعين اليهود الكبار في امريكا. ويطلق عليه هنا "عراب" اتفاق أوسلو، حيث اشرف على أدق التفاصيل في تلك الاتفاقية، ومن بينها المصافحة الشهيرة بين ياسر عرفات وإسحاق رابين في ذلك اليوم ، ويعد من أكثر الناس إنتقاداً للإنتفاضة الفلسطينية معتبراً إياها حجر عثرة أمام تحقيق عملية السلام. ورغم أن غالبية الديمقراطيين صوتت ضد الحرب على العراق ، لكن رام ايمانويل كان مؤيداً بشدة لخصومه الجمهوريين لتغير نظام صدام حسين، فقد أخذ صوت المواطن في إلينوى الولاية التي كان يمثلها في الكونغرس في العام 2003 إلى دعم العمل العسكري للرئيس جورج بوش. ولد رام ايمانيول، الذي يحتفل في يوم 29 من شهر نوفمبر الحالي بعيد ميلاده الثاني والخمسين، في مدينة شيكاغو والتحق في نعومة أظافره بمدرسة باليه، وهو متزوج من إمرأة تدعى ايمي رول وهي أمريكية اعتنقت اليهودية بعد زواجها منه. ويعد رام ثالث شخصية يهودية تتولى منصب حساس وهام في الولاياتالمتحدة مثل كبير موظفي البيت الابيض ، فقد سبقه في تبوء هذا المنصب كل من كينيث دوبرستاين ايام حكم رونالد ريجان، وبعده جوشوا بولتون في اثناء حكم أدارة جورج بوش. ويعبر رام إيمانويل عن رأيه بجرأة فقد صدر له كتاباً هاماً بعنوان "الخطة .. أفكار كبرى للولايات المتحدةالامريكية"، وتحسب له سيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ والكونغرس ، فهو مهندس حملتهم الانتخابية عند منازلتهم الجمهوريين في العام 2008. واعتبر كثير من المحللين أن الرئيس اوباما خسر خدمات رام إيمانويل خلال الانتخابات النصفية الاخيرة التي سيطر عليها الجمهوريون في الكونغرس وقلصوا الفارق في مجلس الشيوخ. رام إيمانويل شخص معروف بصلابة تمسكه برأيه ويقاتل من أجل فرض أفكاره ويعتقد الكثير هنا أنه أصبح على مرمى حجر من منصب عمدة شيكاغو في الانتخابات المحلية القادمة.