كثير من الحكام الذين يلجأون إلى استعمال البطاقة الصفراء وتطبيقها على حالات ضعيفة لا تستوجب ذلك من باب السيطرة اعتقاداً منهم أن هذا أسلوب إداري مجدٍ في الحد من المخالفات. وبشيء من التعقل فإن الحالات (السبع) إضافة إلي اللاعب البديل أو الذي تم استبداله وهي معروفة لدى كل الحكام مدونة في المادة (12) من قانون كرة القدم. يهمني في المقام الأول الحكم فهد المرداسي الذي قاد لقاء نجران والهلال الأخير والذي أكثر من الإنذارات على حالات أرى أنها لا تستحق البطاقة الصفراء، ولأن هذا الحكم وجه مشرق للتحكيم السعودي ويؤكد ذلك نجاحاته المتوالية بما يملكه من لياقة بدنية وقدرة على التمركز السليم واختيار الأماكن التي تعطيه الرؤية التي منها يستطيع اتخاذ القرار القانوني والإداري المقنع له وللمشاهد عامة. كل ما أخشاه على هذا الحكم أن يتأثر ببعض التوجيهات التي تأتيه من بعض (المقيّمين) الفاشلين في مشوارهم التحكيمي والذين كانوا يملأون خانة الانذارات في تقاريرهم لأتفه الأسباب. ولأن كرة القدم وفي دقائق المباراة لا بد من الاحتكاكات والالتحامات غير المؤذية والكرة في متناول اللعب بما يسمح به القانون نصاً وروحاً وهذا هو حال الممارسة القانونية المجازة من كل المشرعين القانونيين ناهيك عن أن المشاهد جاء ليشاهد كرة قدم وليس (رجل عسة) في ليل دامس على كل خيال. قد اختلف مع الحكم فهد المرداسي في منحه لوليد الجيزاني ذلك الإنذار وحالات أخرى تحتاج إلى مراجعته وبنقد ذاتي يجعله يراجع قراراته القادمة وهو عمل كل حكم يبحث عن تعديل الأخطاء وهو أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي وأن تعمل وتخطئ خير من ألا تعمل والأعمال الناجحة تأتي بعد عمل جاد تصاحبه بعض الأخطاء الطبيعية سيما مجال التحكيم الذي هو من أصعب مكونه كرة القدم. أنا شخصياً لا أعرف هذا الحكم ولم يسبق لي أن قابلته أو ناقشته في مجاله ولكن وبكل صدق أتوقع له مستقبلاً زاهراً إذا تحلى بالواقعية والبعد عن وضع قيمة رخيصة للبطاقة الصفراء والحمراء لأن هذا الأسلوب يفسد المباراة ويقتل روحها ويقلل من قدرات اللاعبين في تنفيذ مواهبهم العالية ومن ذلك الفن الذي يملكه اللاعب السعودي. أتمنى لفهد ولزملائه النجاح. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم