منذ عودة مهاجم النصر الدولي سعد الحارثي من إصابة الرباط المتصالب قبل نحو موسمين، لم يعد الحارثي كما كان في سابق عهده مرعبا لشباك الخصوم، ونجما متوهجا داخل المستطيل الأخضر، ومقاتلا من الطراز الرفيع، الذي كان عليه قبل أزمة الإصابة، التي عاش تفاصيلها بين الرياض ولندن، قبل عودته بعيدا كل البعد عن تقديم مستوياته المميزة في خط المقدمة النصراوي، رغم تعاقب الأجهزة الفنية على النصر فقد ظهر لاعبا كسولا ومتثاقلا داخل الملعب، يشوب حركته البطء الشديد، والحذر الكبير من المنافسين على الكرة، وبلياقة بدنية منخفضة، واختفت ارتقاءاته نحو المرمى، بعد أن كان بارعا في إصابة الشباك برأسياته المتقنة وتسديداته القوية التي ظلت الطريق، بعد أن كانت تجلب الكثير من الانتصارات لفريقه في مواسم مضت قبل إصابته وإذا سلمنا بتأثيرات الإصابة نفسيا على سعد الحارثي، فان كثيرا من اللاعبين على كافة الأصعدة العالمية والعربية وحتى المحلية، عادوا أكثر تألقا بعد ذات الإصابة التي لحقت بالحارثي، ولعل أقربهم إليه مثالا مهاجم الشباب ناصر الشمراني، خصوصا وهو يحمل إصابتين في ركبتيه اليمنى واليسرى بذات الإصابة (الرباط المتصالب)، وعاد أكثر توهجا مع فريقه، وقبله مهاجم الاتحاد نايف هزازي، ولاعب وسط الشباب المتألق عبده عطيف، والمهاجم المصري عماد متعب، وغيرهم الكثير من اللاعبين الذين لم يتوقفوا عند حدود الإصابة . لقد أضحت المقولة الشهيرة ( أكون أو لا أكون) حاضرة بقوة، في مشوار المهاجم الجماهيري سعد الحارثي، وبات هو من سيحدد مستقبله المقبل مع فريقه، وكيفية تجاوز أزمته الراهنة، بعد أن أمسى أسيرا لدكة البدلاء، إلى جوار الجهاز الفني في جل المباريات الماضية.