كان رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي جريئاً وهو يعلن عدم تبعية نادية لأي نادٍ آخر وإنما احترامه وعلاقاته المتميزة مع جميع أندية الوطن، ولعل باني النصر الحديث يعتبر أجرأ وأشجع رئيس مر على تاريخ النادي ويؤكد استقلاليته بتاريخه وبطولاته وجماهيره الكبيرة، وفي الجانب الآخر لم يكن ذلك الحديث يقصد الاتحاد الكيان ولا رجالاته الذين لا ذنب لهم فيما حدث في الماضي ويحدث حالياً من تكريس لهذه التبعية من أقلام محسوبة ومستفيدة معروف أن الاتحاد الكيان ورجالاته بريئون منها خصوصاً وأن بعض المطبوعات التي ينتمون لها مشخصة، بمعنى أنها تميل لأشخاص يمتلكونها ويوجهون مسيِّريها حسب رغباتهم وهؤلاء المسيرون لا يملكون هم الآخرون استقلالاً في الرأي والتوجه يندرج تحت المصلحة الشخصية فقط ولأن هذه المطبوعات لا يعنيها الاتحاد ولا مصلحته بل هي ستظل ضده حتى عودة أصحاب الريموت كنترول فإن الأمير فيصل كان ذكياً لإدراكه أنه في مأمن من شرها وستظل تقف مع ناديه أو بتعبير أصح ضد المنافس الهلال كرهاً فيه لا حباً في النصر لاعتبارات عديدة، كما أن النصر حالياً يشكو من تخمة إعلامية ولم يعد بحاجة لدعم أصحاب ميول أخرى، فإعلاميوه منتشرون في الفضاء وفي الأرض وتواجدهم في البرامج والمداخلات وعبر أعمدة الصحف ملحوظ ولن يفقد النصر شيئاً بهذا الإعلان الجرىء باستقلالية النادي الذي لا يقل تاريخاً وانجازات عن الفريق الذي يوصم بتبعيته. الغاضبون في الطرف الآخر من التصريح الفضائي يدركون أنهم سيخسرون أشياء كثيرة وربما على سبيل الطرافة لو قال الأمير فيصل إنه استبدل الحليف الاتحاد بمنافسه التقليدي الهلال لأعلنوا اعتزالهم الصحافة من الغد. أندية الوطن كلها يجمعها الحب والتقدير والتحالف الحقيقي والمطلوب هو التحالف عندما يكون أحد الفرق أو أكثر في مهمة خارجية كما حدث للهلال والشباب ووقف بجانبهما مسؤولو أندية الاتحاد والقادسية والرائد والتعاون وغيرهم الكثير، هذا هو التحالف الحقيقي، أما غير ذلك فتبقى الأندية تحترم بعضاً وبينها منافسة شريفة تنتهي بنهاية المباراة! المضحك أن الذين غضبوا من تصريح رئيس النصر لم يدافعوا عن الاتحاد وإنما كشفوا أنفسهم بالحديث عن الهلال وأن التحالف يجب أن يستمر ليزعج الهلال لذا انزعجوا وأصيبوا في مقتل لأن الخاسر بالفعل هم وليس الاتحاد الكيان الذي في الأصل لم يستفد من هذه العلاقة الإعلامية إن صح التعبير لأن موجه هذه الأقلام هو الذي أراد احتواء النصر وتقزيمه وجعله في أحضان وتحريض منسوبيه على المنافس وفتح ثغرة على المنافس من باب النصر لعل وعسى أن يجد الطريق سالكة له وهو المخطط الذي وُئِد في وقته وفشل ليأتي الإعلان على لسان باني النصر الحديث بأن النصر قادم بجهود إدارته وأعضاء شرفه وجماهيره ونجومه وليس بحاجة لأحد لكي يدعو حبه كرهاً في منافسيه ويدعمونه شريطة ألا يصل لمنافسة فريقهم وهنا خط أحمر تنقلب فيه الأمور رأساً على عقب!!