أمة أنتم كيانها.. ودول أنتم نبراسها.. وشعوب أنتم نبضها.. ووطن أنتم فخره.. ومواطن أنتم إحساسه.. تسمو بكم الهمم.. وتعلو بكم القمم.. وتتباهى بكم الأمم. كنتم تنظرون فتبصرون الواقع.. وتصغون فتسمعون الحاضر.. كان للنبض لديكم إحساس.. وللواقع إدراك.. وللحال آمال.. تختلج لديكم آمال وآلام.. فتعالجونها بحسن المآل.. تقتربون كثيراً.. وتفكرون ملياً.. فيكون المصير رضياً.. بنيتم لنفسكم مكاناً.. وعلوتم بذاتكم مقاماً.. لم يكن همكم لذاتكم وحالكم.. بل لوطنكم وأمتكم.. لكل الشعوب والأمم.. رسائل إنسانية.. وعلاقات أخوية.. تقارب للمفاهيم.. وتدارك للمواضيع.. جمع للمحبين.. ونبذ للمضلين.. الهدف نبيل.. والمقصد سليم.. كل مسعى له هدف.. وكل مقصد له أمل.. ترعاه نوايا الخير.. وتحتضنه جوانب العطف.. لا تشيبه شائبة.. ولا تخالطه مواربة.. سمات وأفعال.. هي كنوز عظام.. نمت فكانت بذرة كلها خير وعطاء.. وحب ووفاء.. زرعت بأرض الطهر في الأقطار.. وفي الأزمان.. ويد الخير تحملها.. يد كلها مسك وريحان.. ونفس تعطرها ابتسامة وحنان.. وذات كلها تواضع واعتزاز.. نعم يا خادم الحرمين.. كنتم أنتم ذلك.. أرسيتم قاعدة الحوار بين الأديان.. وبذرتم حب الإخاء بينم الفرقاء.. ورويتم من سخاء عطائكم الفقراء.. وبذلتم باسم شعبكم ووطنكم من المساعدات لمن كانوا في ضائقة في الحال والأحوال.. أبيتم لوطنكم إلا أن يكون شامخاً قوي البنيان.. فكنتم للوطن ستاراً.. وللمواطن رخاء.. وبالله ثم بكم تكون ديارنا سعداً وهناء.. وبإخلاص المسلم الصادق.. وقوة المؤمن بربه الخالق.. خضتم غمار الحياة للسلم والسلام.. لا تخافون في الله لومة لائم.. رسختم قيم بلدكم.. «مهبط الوحي.. ومنبع الرسالة.. ووطن العز والعدالة.. ومرسى الحقوق المصانة.. بإذن عالم الغيب والشهادة».. فنلتم بذلك أوسمة العز والفخار.. وارتقيتم سلّم الأخيار.. وتبوأتم من المجد قدر الكبار.. فكنتم بحق قائد أمة وسلام.. ورجل قول وأفعال.. وصاحب مواقف فاق شرفها المكان والزمان.