المشروعات الضخمة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لراحة ضيوف الرحمن، والطفرة الهائلة في معدات الدفاع المدني لأداء مهامه في الحفاظ على سلامة حجاج بيت الله الحرام، تضعنا أمام الجهود الضخمة التي كان يبذلها رجال الدفاع المدني في الماضي قبل إنشاء هذه المشروعات وامتلاك هذه المعدات المتطورة. وأذكر جيداً من خلال تشرفي بالمشاركة في تنفيذ خطة الدفاع المدني بالحج، كيف كان كل القادة والضباط وحتى الأفراد يستشعرون حجم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقهم، لأداء مهمة الحج على الوجه الأكمل، وكيف كانوا يستبشرون خيراً بتكليفهم للعمل في خدمة الحجاج، يدفعهم لذلك رغبة صادقة تصل إلى حد المتعة لبذل كل ما في وسعهم من أجل أمن وسلامة الحجيج، ولا أبالغ عندما أقول أن القادة والضباط والأفراد كانوا يتسابقون لنيل شرف العمل في موسم الحج. ويبذلون كل الجهد في الدراسة المستفيضة للأداء، عقب انتهاء أعمال الحج مباشرة لتقييم الخطط والتعرف على مدى فاعليتها في تحقيق أهدافها، والوقوف على الإيجابيات لتعميمها وتطويرها والسلبيات سعياً إلى تلافيها وعلاجها من خلال معايشة تامة تستمر على مدار العام. ورغم اختلاف الوضع الآن عما كان عليه في الماضي كثيراً، بسبب المشروعات العملاقة في المشاعر المقدسة، والتي سهلت كثيراً من مهام الدفاع المدني، ولاسيما فيما يتعلق بتنقلات الحجيج في المشاعر والعاصمة المقدسة، نشعر بتفاني رجال الدفاع المدني في أداء واجبهم والوصول لأعلى درجات الجاهزية في استيعاب المستجدات، ومنها الأبراج العالية في محيط الحرم الشريف وشبكات الطرق والأنفاق ومسارات قطار المشاعر. وفي ظني أن التزام الحجاج بتعليمات الدفاع المدني يهون كثيراً من المصاعب التي تواجهها الأجهزة الأمنية للوقاية من المخاطر والتدخل لمواجهتها، وأتمنى أن يتفاعل الحجاج مع جهود رجال الدفاع المدني الذين لم يتواجدوا إلا من أجل سلامتهم وأمنهم.