دقت جمعية ود الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية بالخبر ناقوس الخطر من أضرار المخدرات حيث طرحت القضية وتبنت المساعدة في العلاج بأسلوب مغاير من خلال عرضها تجارب واقعية لشباب وفتيات ابتلوا بآفة المخدرات وتم التعافي من هذه الآفة مستعرضين تجربتهم المريرة أمام الجمهور الحاضر في غرفة الشرقية مساء أمس الأول بالتزامن مع تدشين وكيل امارة المنطقة الشرقية الأستاذ زارب بن سعيد القحطاني حملة "حياتك غالية" لمكافحة المخدرات وتوعية الشباب والأسر من أضرار المخدرات تحت رعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، وحركت جمعية ود المياه الراكدة بتبنيها هذا المشروع الذي يستمر لمدة عام للوقاية والمساعدة وطرق العلاج من آفة المخدرات وتسليط الضوء عليه بعدسة إنسانية مكبرة بمشاركة أكثر من 25 جهة حكومية وخيرية وخاصة يأتي في مقدمتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومستشفى الأمل وهيئة حقوق الإنسان ومؤسسة الرقطان والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم "بنين وبنات" وجمعية مكافحة المخدرات وشرطة الخبروالثقبة وزمالة المدمنين المجهولين ونادي الثقبةالرياضي ومبرة الإحسان ومكتب هداية والمحكمة العامة بالخبر وعدد من الفرق التطوعية. وتضمن حفل التدشين عرض فيلم يحكي قصة ثلاثة شبان متعافين من المخدرات حيث تحدثوا عن تجربتهم مع هذه الآفة بكافة تفاصيلها ورصد الأماكن الحقيقية التي كانوا يأوون إليها للتعاطي، موضحين الطرق الصحيحة التي اتبعوها للشفاء من الإدمان، ثم وقفوا على المسرح أمام الحضور لسرد قصة التعافي قبل ان يصافحوا وكيل الامارة والاعتذار من الجميع والتعهد أمامه بأن يكونوا صالحين في خدمة بلدهم، فيما خرجت إحدى السيدات موضحة تجربتها في تعاطي المخدرات والتأثيرات السلبية التي انعكست على حياتها وكيفية بحثها عن المال بسرقة الحلي وحصالة أمها التي كانت تخفيها لتعليم ابنة المتعافية، كذلك تم عرض تجربة فتاة صغيرة زوجها والداها بدون أدنى مسؤولية وتفاجأت لاحقا بأن زوجها مدمن مخدرات يضربها ويعنفها ويرغمها على التعاطي قبل ان يمن الله عليها بالشفاء. المتعافون في حديث باسم مع وكيل امارة الشرقية وطالبت رئيسة جمعية ود الخيرية نعيمة الزامل في كلمتها بتكاتف جهود الجهات الحكومية والخاصة وأفراد المجتمع لمحاربة المخدرات والحد من تزايد أعداد متعاطيها مبينة أن هذه الحملة التوعوية ستتبعها حملات عدة بمشاركة كافة الأسر للوقاية من هذا البلاء ومنع انتشاره في مناطق اخرى, ثم استعرضت الزامل تجربة ام اجتهدت في مساعدة ابنها للتخلص من براثن المخدرات ولكنها تفاجأت أيضا بألم يعصر قلبها وهو عدم قبول ابنها من المجتمع في الأعمال والوظائف. وأبانت الزامل بأن الحملة تهدف إلى إيجاد توجيه الشباب إلى المسار الصحيح لحياة أفضل ومستقبل واعد خاليا من آفة المخدرات وأضرارها التي تؤثر على المجتمع الذي نعيش فيه، مؤكدة على سعي الجمعية والجهات المشاركة معها لإيجاد مجتمع محلي منتج ومتميز يتمتع بمهارات عالية تنعكس إيجابيا على الارتقاء بمستوى التنمية الاجتماعية والحضارية بالمملكة. وأفاد المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام الدكتور محمد الزهراني بحصول المملكة على المرتبة الثالثة على مستوى العالم في مكافحة المخدرات حسب تصنيف الهيئة الإدارية لبرنامج الأممالمتحدة (اليوندسب) في ظل ما تبذله المملكة من جهود كبيرة في محاربة آفة المخدرات الدخيلة على المجتمع, منبها على ما ينتج عن المخدرات على صحة الإنسان من اضطرابات نفسية واجتماعية وسلوكية وتأثير جسدي عضوي على متعاطيها. ونوه الزهراني في كلمة قدمها نيابة عن المشاركين بحملة "حياتك غالية" على أن المرأة تعد أكثر أفراد الأسرة تضررا من ظاهرة تعاطي المخدرات باعتبارها الأم والزوجة والأخت والابنة فإذا كانت تمثل الحلقة الأضعف من حيث تعرضها للأذى بمختلف إشكاله في حالة تعاطي أحد من أفراد أسرتها، مبينا أن تصديها بمثل هذه الحملات يمنحها القوة والقدرة على المواجهة لذلك يجب دعمها والوقوف معها قلبا وقالبا في أداء مهمتها , وأضاف أن ما يميز هذه الحملة التطوعية هو الدور المهم للمرأة باعتبارها الخط الدفاعي الأول لحماية ورعاية الأسرة وتتمحور أهمية الحملة في المشاركة الفعالة للمرأة في مكافحة المخدرات حيث تعتبر دعامة أساسية من دعائم الوعي الصحي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبيئي. ولفت وكيل امارة المنطقة الشرقية الأستاذ زارب القحطاني في تصريح ل"الرياض" أن المساهمة في مثل هذه الأعمال الخيرية تعود بالمردود الايجابي على كثير من الأسر المحتاجة لتعافي أبنائها من تعاطي آفة المخدرات، مبينا أن حب القائمين على حملة " حياتك غالية " للعمل الخيري والوطني هو ما دعاهم لتنفيذ هذه المبادرة التي ستساعد كثيرا من الأسر، وثمن القحطاني دور رئيسة جمعية ود الخيرية نعيمة الزامل ومنسوبي الجمعية الذين وصفهم بأنهم يعملون بلا كلل او ملل في سبيل خدمة المجتمع.