اعلنت جامعة الأيمان التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح - ذي الاتجاه الاسلامي المعارض - اعتزامها مقاضاة الحزب الحاكم في اليمن وذلك بسبب الأخبار التي تناقلتها بعض الوسائل حول اتهام الجامعة بالإرهاب. ونفت الجامعة في بيان لها الأخبار التي نشرها موقع (المؤتمر نت) الالكتروني الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الخميس من اتهامات عن وجود جناح عسكري في الجامعة او توجيهات منها بإثارة الفوضى. وصف البيان هذه التناولات بالتخرصات الكاذبة التي تستهدف الجامعة. وقال «والجامعة اذ تكذب جملة وتفصيلاً تلك التخرصات التي زعم فيها الموقع بأن الجامعة جناح عسكري تلقى التوجيهات والأسلحة لإثارة الفوضى والفتنة في المجتمع فإنها تتبرأ الى الله من ممارسة هذه الأساليب المزعومة» وناشد البلاغ العقلاء والوطنيين في الحزب الحاكم محاسبة من يتعمد شن مثل هذه الإساءات. وتساءل البيان «لمصلحة من قيام موقع الحزب الحاكم باتهام مؤسسة وطنية تشرف عليها الدولة بأنها تفرخ العناصر الإرهابية المتطرفة التي تمارس العنف في المجتمع» وأضاف «لمصلحة من يتم استعداء اخواننا وأبنائنا الأعزاء في القوات المسلحة والأمن الساهرين على حماية الوطن ومكتسباته ضد الجامعة ومنتسبيها الذي يكنون لهم كل حب وتقدير، ولمصلحة من يتم اعطاء صورة كاذبة عن ان اليمن بلد غير آمن ومستقر». وأكد البيان احتفاظ الجامعة بحقها في اللجوء للقضاء لمحاسبة من يروجون لمثل هذه الافتراءات الباطلة على حد وصفه. وكان موقع المؤتمر نت الالكتروني قد اشارت الخميس الماضي الى وجود جناح عسكري يتبع جامعة الإيمان. وأكد الموقع بأن رئيس جامعة الإيمان الشيخ الزنداني انه تلقى توجيهات بالاستعداد للقيام بأعمال فوضى وتقطعات في الطرقات، ونهب بعض المحلات التجارية تنفيذاً لخطة تم اعدادها مسبقاً لإثارة الفوضى والفتنة في المجتمع. وأضاف بأنه قد جرى توزيع الأسلحة على العناصر المنضوية في ذلك الجناح، وتزويدهم بالتوجيهات اللازمة استعداداً للنزول الى الشوارع تحت لافتة مواجهة الإصلاحات. وأكد الموقع عن مصادر مطلعة انه جرى طبع كميات كبيرة من المنشورات وتجهيز عشرات اللافتات التي كتبت عليها عبارات تحريضية تدعو للفوضى والعنف لتوزيعها في المحافظات عبر عناصر جامعة الإيمان، وبعض العناصر المتطرفة في التجمع اليمني للإصلاح التي تم نشرها في تلك المحافظات في حين تجد مثل هذه التحركات اعتراضا من قبل العقلاء في الإصلاح الذين يرون بأن المضي قدما في تنفيذ هذا المخطط سوف يكون له آثاره السلبية والخطيرة ليس على التجمع اليمني للإصلاح وجامعة الايمان فحسب، بل على الوطن كله. مذكرين بأحداث الفتنة في «عبيدة» بمأرب شرق صنعاء اثناء مطاردة القوات المسلحة والأمن للمدعو ابو عاصم الأهدل المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، والذي لجأ الى تلك المنطقة وهي الأحداث التي اشعلت نيرانها عناصر متطرفة تنتمي الى جامعة الإيمان، وذهب ضحيتها تسعة عشر وثمانية وعشرون جريحاً من افراد القوات المسلحة والأمن، ومازال ملف تلك القضية مفتوحاً امام العدالة. وكذلك ما حدث في محافظة الجوف عندما تم الاعتداء على افراد القوات المسلحة والأمن اثناء ادائهم لواجبهم. وأضافت المؤتمر نت بأن تلك المصادر حذرت من ان جامعة الإيمان باتت تمثل اليوم وكراً خطيراً لتصدير الإرهاب الداخلي وتفريخ العناصر الارهابية المتطرفة التي تمارس العنف والتطرف في المجتمع، وهو ما ينبغي التنبه له ولمخاطره. على صعيد آخر كشفت وزارة الداخلية ان عدد القضايا التي تم ضبطها من قبل الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة 34 قضية خلال العام المنصرم 2004. واورد تقرير احصائي تقييمي لأنشطة الداخلية ان من بين تلك الجرائم عشر قضايا اموال احيلت جميعها الى النيابة العامة مع المهتمين فيها والذين وصل عددهم الى 58 متهماً. وكشف التقرير الصادر عن وزارة الداخلية عن ارتفاع حجم الجرائم التي كشفتها وضبطتها الأجهزة الأمنية في اليمن خلال 2004 مشيرا الى ان الشرطة تعاملت مع ما نسبته 87 بالمائة من عدد الجرائم المسجلة مقابل 83 بالمائة في العام 2003. وأشار التقرير الى تمكن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من ضبط 33 شخصاً على ذمة 19 قضية تجارة وترويج مخدرات حيث رحلت السلطات الأمنية خلال العام (1565) شخصاً من جنسيات عربية وأجنبية في حين احيلت سبع قضايا لأجانب الى النيابة العامة. وسجلت الداخلية خلال العام نفسه بيانات ل 48 الفا و428 لاجئاً صوماليا الى السجلات الرسمية بالتعاون مع مكتب المفوضية السامية للاجئين. التقرير اشار الى ان «نجاحات كبيرة تحققت في انشطة اجهزة الأمن ومستويات ادائها في مكافحة الجريمة وحفظ الأمن والاستقرار وتحديث وتطوير اداء الأجهزة الأمنية خاصة ما يتعلق بتأمين وحماية الموانئ الخاصة والمطارات وغيرها من المنشآت الحيوية ورفع اليقظة الأمنية وتعزيز الحماية للمؤسسات والسفارات والهيئات الدبلوماسية ومصالح الدول الشقيقة والصديقة والعاملين فيها وكذلك السياح الأجانب والمستثمرون في اليمن، اضافة الى ما تم انجازه في مجالات شرطة خفر السواحل ومكافحة الإرهاب والمخدرات والانتشار الأمني». من جهة ثانية يصل اليوم الاثنين الى العاصمة اليمنية صنعاء قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال جون ابي زيد وذلك لاجراء مباحثات في التعاون بين صنعاء وواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب. وأكدت مصادر رسمية يمنية ان ابي زيد سيلتقي خلال زيارته لليمن الرئيس علي عبدالله صالح، وسيبحث معه التعاون الأمني القائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، والذي على ضوئه يتم تدريب القوات اليمنية من قبل القوات الامريكية خصوصا في مجال قوات خفر السواحل. وتعد زيارة الجنرال الأمريكي هي الثانية التي يقوم بها الى اليمن منذ ان عين في منصب قائد القوات المركزية الأمريكية. يذكر ان ابي زيد زار اليمن في سبتمبر الماضي وعقد مع الرئيس صالح مباحثات حول مكافحة الإرهاب وطلب حينها الرئيس صالح من الولاياتالمتحدةالأمريكية التعاون بمنح اليمن اسلحة وقطع غيار. وظهرت نتائج زيارة ابي زيد الأولى في رفع الحظر على الاسلحة من قبل الولاياتالمتحدة والذي كان قد فرض في العام 1990 على اليمن اثر حرب الخليج الأولى.