في ملف يعرض لأول مرة أمام القضاء الجزائري منذ شروعه قبل أكثر من خمسة سنوات عقب دخول ميثاق السلم والمصالحة حيز التنفيذ العام 2006، في محاكمة المتورطين في مآسي العشرية السوداء بناء على جملة التدابير القانونية التي أقّرها الميثاق بالنسبة للمتورطين في قضايا الإرهاب بمن فيهم أولئك الذين اتهموا بعلاقاتهم بشبكات الإرهاب الدولي أحيل أمس الأحد 13 طفلا أمام مجلس قضاء بومرداس الواقعة على بعد 50 كلم شرق العاصمة الجزائر وهي واحدة من ولايات الوسط إلى جانب ولاية تيزي وزو البربرية ببلاد القبائل التي تتخذ منها الجماعات الإرهابية معاقل رئيسية لها. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية فإن ال 13 طفلا الذين لم تذكر أعمارهم ولا هويتهم ينحدرون من منطقة الثنية التابعة لولاية بومرداس التي لا تزال ميدانا خصبا لشبكات التجنيد لصالح التنظيمات الإرهابية التي تستغل فقر سكان المنطقة وعوزهم. وأشارت الوكالة الى أن هؤلاء الأطفال كانوا في طريقهم إلى معاقل السلفية (سابقا) تنظيم القاعدة في بلاد المغرب (حاليا) قبل أن يكتشف الأمن الجزائري أمرهم العام 2008 ويحبط محاولات تجنيدهم في صفوف جماعات الموت. ولا تتوفر لدى الجهات المختصة العدد الحقيقي للأطفال الذي تم تجنيدهم في حين تفيد شهادات مئات التائبين الذين تحدثوا لوسائل الإعلام المحلية أن عدد الأطفال الموجودين حاليا بأهم معاقل السلفية بالأخص بولايات بومرداس وتيزي وزو والبويرة بناحية الوسط قليل وكثير منهم استرجعتهم الحكومة خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها. وغالبية الاطفال يختبئون وأمهاتهم داخل "كازمات" أو أنفاق ومغارات.