** لضمان استمرارية تواجدك اليومي، في ملاعب «قصر نجمة» بطريقة تحقق لك المتعة.. وليس مجرد التسكع بين الملاعب كمتفرج.. فإن عليك أن تجيد ممارسة كل الألعاب.. طبعاً ليس من الضروري أن تكون «سيبويه» أو بمثل مهارة ثامر الميمان والدربي ومحمد المخرج الذين يجيدون ممارسة كل الألعاب بقدرات متناسبة.. لكن عليك أن تفهم القوانين وتعرف الأساسيات.. وذلك لاحتمالات عديدة.. حيث يمكن أن تكمل العدد في حالة النقص.. وتحل بديلاً عن ذاك الذي تعب وانسحب.. أو الذي جاء أحد أخوته وقال: «تعال كلم ابويا».. وقبل هذا وذاك في حال نشوب معركة أدت لاستحالة استمرار بعض اللعيبة.. ومن واقع تجربتي عرفت كغيري من عيال الحارة.. أن ممارسة لعبة «كرة السلة» أصعب كثيراً من «كرة القدم».. ذلك أنها تتطلب من اللاعب بذل مجهود أكبر كثيراً من ذاك الذي يبذله لاعب كرة القدم. ففي «دق الكفر».. تبذل مجهوداً متوازناً.. تقدر تمشي.. أو تتوقف لتراقب اللعب عندما تبتعد الكرة عنك.. أو تلعب على «الواقف».. يعني.. إذا جاتك الكورة شوتها بعيد.. ومالك صلاح.. أما في كرة السلة.. فإن تلعب بكل حواسك وطاقات جسدك.. وطوال مدة اللعب لا تستطيع التوقف ولا للحظة واحدة.. وهي تحتاج لقوة بدنية ولياقة عالية وشدة انتباه وقدرة على التوقع ودقة متناهية في التمرير والتهدف وبنية جسمانية قادرة على صد العنف.. وعلى ممارسته.. وسيبك من طريقة الأستاذ «مدني» وحكاية «الركب» و«السجود».. فأنا لم أرها تطبق سوى في ملاعب قصر نجمة.. أما وقت الله الله.. فإن سرعة اللعب لا تتيح لك تطبيقها.. خاصة وأن منطقة «السلة» لا يمكن التوقف داخلها لأكثر من «خمس ثوان» لذلك عندما ترى مباريات كرة السلة الأمريكية والأوروبية.. تجد أن كل اللاعبين «تلوح» أضعف وأقصر واحد فيهم في مثل طول وبنية «أسامة المولد» حماه الله من شر الاصابة والحسد أو على الأصح من أحجام غازي كيال وحسن مجلجل أبرز مدافعي ذاك الزمان. ونظراً للمواصفات المميزة للاعب كرة السلة - هناك - والتي يصبح فيها من يقل طوله عن «المترين» من قصار القامة.. فإن كل لاعب يتقاضى مبالغ خيالية تفوق كثيراً تلك التي يحصل عليها أشهر لاعب كرة القدم في العالم.. ونظراً للصعوبات التي تحدثنا عنها.. تم تقسيم وقت كل مباراة على «أربعة أشواط».. وتقدير «الفوز» بنسبة أربع من سبع مباريات. أما إذا أردت المزيد من المتعة فإن عليك أن تشاهد «مايكل جوردن».. وهو يترأس فريقا من أبطال أفلام «الكرتون» يقودهم الأرنب الشهير «روجر».. وطبعاً عدم القدرة على ممارسة «الألعاب المختلفة» بطريقة جيدة أدى لاستبعاد القط «توم» والفار «جيري» من المشاركة في فريق جوردن رغم أن الفار «جيري» هو الأمهر والأذكى والأقدر على المراوغة. أما أطرف ما في كرة السلة.. فيكمن في قصار القامة بالفعل.. حيث تجد في كل فريق لاعبا قصيرا لا يزيد طوله على «180» يقوم بصناعة اللعب والتمرير والترويض والحسم وهو الأغلى والأغنى والأكثر لياقة وقوة وشراسة. طبعاً هذا عن «عندهم» أما «عندنا» فكل ما عليك هو أن تستعيد مباراة «الحكمة» اللبناني و«الاتحاد» السعودي في أحد نهائيات البطولة العربية لترى «ضرب الكفوف» و«خمش الوجوه» والتفاعل الجماهيري بحذف قوارير الماء.. ويبدو أن هذا يعتبر من أساسيات لعبة كرة السلة «حقتنا».. وإذا كان لدى الأمريكان فريق «الأحلام» وفريق «اكروبات للباسكت» مهمته القيام بالألعاب الاستعراضية ذات المهارات الفائقة والمسلية التي يعجز عن تطبيق الكثير منها كل المحترفين لديهم.. فقد أصبح لدينا فرق كرة سلة «نسائية» طموحة.. لكن لا نريد أن نقول.. إن لاعبات «السلة» لدينا بالمواصفات «الذكورية» القاسية التي أشرنا إليها.. بقدر ما نجد أنهن كسرن حاجز الحرمان من حق ممارسة الألعاب الرياضية.. ورحم الله أمي «حميدة» التي كانت عندما تمر في ساحة الحارة وتصيبها كرة «طائشة».. تظل تشكو من موقع «لطمة» الكرة عدة أيام.. وكلما شعرت بالألم نظرت إليَّ بغضب وقالت: - حسبي الله عليك أنت والجن اللي معاك.. ستين مرة قلت لك.. إذا تبغى تلعب كورة روح قصر نجمة.. لكنك ما تسمع الكلام..!!